الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 1247 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : وثنا همام، عن قتادة، عن أنس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فسمع رجلا يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . فلما قضى صلاته قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ (فأرم ) القوم حتى قالها ثلاثا، فقال رجل: أنا قلتها يا رسول الله، وما أردت بها إلا الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت اثني عشر ملكا ابتدروها حتى رفعوها، فقال تبارك وتعالى: اكتبوها كما قال عبدي . إلا أنهم سألوا ربهم كيف يكتبونها، قال: اكتبوها كما قال عبدي " .

                                                                                                                                                                    [ 1247 / 2 ] رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا مروان، عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخل رجل وقد أقيمت الصلاة، فأسرع المشي فحفزه النفس وانبهر، فلما قام في الصلاة قال: الحمد لله حمدا كثيرا . . . " فذكره إلى قوله: "ابتدروها " وزاد: "أيهم يكتبها " ثم قال: "إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فليمش على هينة فليصل ما أدرك وليقض ما سبقه " .

                                                                                                                                                                    [ 1247 / 3 ] ورواه عبد بن حميد: حدثني أبو الوليد، ثنا همام . . . فذكره .

                                                                                                                                                                    [ 1247 / 4 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا زهير، ثنا عبد الله بن بكر السهمي ، أبنا حميد، عن أنس قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فجاء رجل بعد ما قام النبي صلى الله عليه وسلم فأسرع المشي، فانتهى إلى القوم وقد انبهر - أو حفزه النفس فقال حين انتهى الصف: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: من المتكلم - أو القائل الكلمات؟ فسكت القوم . فقال مثلها، فقال: من هو؟ فإنه لم يقل بأسا - أو قال: خيرا قال الرجل: جئت يا رسول الله فأسرعت المشي فانتهيت إلى الصف وقد - انبهرت أو حفزني النفس فقلت الذي قلت . فقال: رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها، ثم قال: إذا جاء أحدكم فليمش على هينته فليصل ما أدرك، وليقض ما سبقه " . [ ص: 159 ]

                                                                                                                                                                    هذا حديث صحيح رجاله ثقات، رواه مسلم في صحيحه بنقص ألفاظ ،

                                                                                                                                                                    [ 1247 / 5 ] ورواه الطبراني في كتاب الدعاء: ثنا محمد بن محمد التمار، ثنا حفص بن عمر الحوضي، ثنا همام . . . فذكره .

                                                                                                                                                                    وله طرق أخر، والرجل المبهم هو رفاعة بن رافع، وروي أنه حكى ذلك عن غيره، لا أنه جرى له .

                                                                                                                                                                    وتقدم آخر هذا الحديث في كتاب المساجد في باب المشي إلى الصلاة، وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري، وسيأتي في كتاب الذكر .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية