الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    7 - باب ما جاء فيمن يلي الإمام

                                                                                                                                                                    [ 1223 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا شعبة، أخبرني أبو جمرة، سمعت إياس بن قتادة، عن قيس بن عباد قال: "قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب، فقمت في الصف الأول، وخرج عمر معه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فنحاني وقام في مكاني، فما عقلت صلاتي، فلما فرغت صلاتي قال: يا فتى، لا يسوءك الله، فإني لم آت الذي أتيته بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: كونوا في الصف الذي يليني، وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك . ثم حدث: فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه . فسمعته يقول: هلك أهل العقدة، ورب الكعبة - قالها ثلاثا - هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى عليهم، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين، فإذا الرجل أبي بن كعب " .

                                                                                                                                                                    قال أبو داود : أهل العقدة، ما أهراق عليه الدماء واعتصبه ثم اعتقده .

                                                                                                                                                                    ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيع وعبد بن حميد .

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي في الصغرى باختصار .

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه الترمذي وغيره .

                                                                                                                                                                    [ 1223 / 2 ] قلت: رواه ابن حبان في صحيحه: أبنا ابن خزيمة ، ثنا محمد بن عمر بن علي بن مقدم، ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي، ثنا سليمان التيمي، عن أبي [ ص: 148 ] مجلز عن قيس بن عباد قال: "بينا أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي، فجذبني رجل من خلفي جذبة فنحاني وقام، فوالله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف إذا هو أبي بن كعب، قال: يا ابن أخي، لا يسوءك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه، ثم استقبل القبلة وقال: هلك أهل العقد ورب الكعبة - ثلاثا - ثم قال: والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا، قال: قلت: من تعني بهذا؟ قال: الأمراء " .

                                                                                                                                                                    وقد تقدم هذا الحديث في كتاب الإمامة في باب من يلي الإمام .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية