الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 969 ] وقال (الحارث بن محمد بن أبي أسامة ) ثنا زهير بن حرب ، ثنا جرير، عن عطاء، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي البقاع خير؟ قال: لا أدري - أو سكت - فقال له: أي البقاع شر؟ قال: لا أدري - أو سكت - فأتاه جبريل - عليه السلام - فسأله فقال: لا أدري . قال: سل ربك . قال: ما نسأله عن شيء . وانتفض انتفاضة كاد يصعق فيها محمد صلى الله عليه وسلم فلما صعد جبريل - عليه السلام - قال الله - عز وجل - سألك محمد أي البقاع [ ص: 28 ] خير؟ فقلت: لا أدري . قال: نعم . قال: فحدثه أن خير البقاع المساجد، وأن شر البقاع الأسواق " . قلت: رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في سننه، والطبراني في الكبير من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب . وفي الحكم بصحته نظر؛ فإن جرير بن عبد الحميد سمع من عطاء بعد اختلاطه، قاله أحمد بن حنبل وشيخه يحيى بن سعيد القطان كما بينته في تبيين حال المختلطين، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة ، (رواه ) مسلم في صحيحه: "إن أحب البلاد إلى الله المساجد، وإن أبغض البلاد إلى الله الأسواق " ورواه أحمد بن حنبل في مسنده من حديث جبير بن مطعم ، وسيأتي في كتاب البيوع .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية