الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    17 - باب ما جاء في قراءة البسملة في الصلاة

                                                                                                                                                                    [ 1254 / 1 ] قال محمد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا سفيان، عن حميد، عن أنس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين . قال سفيان: يخفي بسم الله الرحمن الرحيم ويجهر بالحمد " .

                                                                                                                                                                    [ 1254 / 2 ] قال: وثنا سفيان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس مثله .

                                                                                                                                                                    قلت: الإسناد الأول رجاله ثقات، وهو في الصحيحين وغيرهما دون ما قاله سفيان، وسيأتي في كتاب الحج في باب ما يحصل به البركة في الزاد، من حديث جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتحب يا جبير إذا خرجت سفرا . . . " الحديث، وفيه "وافتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم . . . " الحديث .

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده .

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث ابن عباس ، ولفظه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم " .

                                                                                                                                                                    رواه الترمذي في الجامع وقال: ليس إسناده بذاك . قال: وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة، وابن عمر، وابن الزبير، ومن بعدهم من التابعين رأوا الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وبه يقول الشافعي . انتهى .

                                                                                                                                                                    ومن أصرح الدلائل في وجوب البسملة وقراءة الفاتحة ما رواه ابن حبان في صحيحه والدارقطني، والحاكم، والبيهقي من طريق نعيم المجمر قال: [ ص: 163 ]

                                                                                                                                                                    "كنت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ( ولا الضالين ) قال: آمين . وقال الناس: آمين . ويقول كلما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم " .

                                                                                                                                                                    ولهذا الحديث شواهد .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية