الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    3 - باب في مرض سلمان - رضي الله عنه -

                                                                                                                                                                    [ 1803 ] عن الحسن قال: "لما مرض سلمان - رضي الله عنه - مرضه الذي مات فيه أتاه سعد بن أبي وقاص يعوده وهو يومئذ أمير الكوفة، قال: فجعل سلمان يبكي، فقال سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله أجزعا من الموت؟ اذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واذكر المشاهد الصالحة، واذكر القدم في الإسلام، واذكر، واذكر. فقال سلمان: أما والله ما أبكي واحدة من ثنتين: ما أبكي على شيء تركته من الدنيا، ولا كراهة من لقاء ربي. فقال سعد: فما يبكيك إذ لم تبكك واحدة من ثنتين: إذ لم تبك جزعا على شيء تركته من الدنيا، ولا كراهية من لقاء ربك؟! قال: يبكيني ذكر عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخاف أن نكون ضيعنا. قال: وما قال؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا فقال: ألا ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب. وأما أنت أيها الرجل فاتق الله عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا قسمت، وعند لسانك إذا حكمت، ارتفع عني. فارتفع عنه ومات سلمان". [ ص: 417 ]

                                                                                                                                                                    رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند رجاله ثقات، وأبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه راو لم يسم، وروى ابن ماجه المرفوع منه بسند صحيح.

                                                                                                                                                                    وفي صحيح ابن حبان: "إن مال سلمان جمع فبلغ خمسة عشر درهما".

                                                                                                                                                                    وفي الطبراني: "أن متاع سلمان بيع فبلغ أربعة عشر درهما".

                                                                                                                                                                    وسيأتي بتمامه في الزهد في باب ما يكفي من الدنيا.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية