الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 1672 / 1 ] عن عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب، أخبرني أبو بكر بن الحارث بن هشام قال: "أجمع على العمرة، فلما حضر خروجه قال لي: يا بني، لو دخلنا على الأمير فودعناه. قلت: ما شئت، فدخلنا على مروان وعنده نفر فيهم عبد الله بن الزبير، فذكروا الركعتين اللتين يصليهما ابن الزبير بعد العصر، فقال له مروان: عمن أخذتهما يا ابن الزبير ؟ فقال: أخبرني أبو هريرة عن عائشة . فأرسل مروان إلى عائشة : ما ركعتين يذكرهما ابن الزبير أن أبا هريرة أخبره عنك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فأرسلت إليه: أخبرتني أم سلمة . فأرسل إلى أم سلمة : ما ركعتان زعمت عائشة أنك أخبرتيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد العصر؟ فقالت: يغفر الله لعائشة ، لقد وضعت أمري على غير موضعها، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وقد أتي بمال فقعد يقسمه حتى أتاه مؤذن العصر فآذنه بالعصر، فصلى العصر ثم انصرف إلي، وكان يومي منه، فركع ركعتين خفيفتين. فقلت: ما هاتين الركعتين يا رسول الله؟ أمرت بهما؟ قال: لا، ولكنهما ركعتان كنت أركعهما بعد الظهر فشغلني قسم هذا المال حتى أتاني المؤذن بالعصر فكرهت أن أدعهما. فقال ابن الزبير : الله أكبر، أليس قد صلاهما مرة واحدة والله لا أدعهما أبدا. وقالت أم سلمة : ما رأيته صلاهما قبلها ولا بعدها".

                                                                                                                                                                    رواه أحمد بن منيع.

                                                                                                                                                                    [ 1672 / 2 ] وفي رواية عن أم سلمة قالت: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، لقد صليت صلاة لم تكن تصليها! فقال: قدم علي مال فشغلني عن ركعتين كنت أصليهما بعد الظهر فصليتهما الآن. فقلت: يا رسول الله، أنقضيهما إذا فاتتا؟ قال: لا". [ ص: 365 ]

                                                                                                                                                                    هذا الحديث فيه أربعة من الصحابة في نسق أولهم عبد الله بن الزبير، عن أبي هريرة ، عن عائشة ، عن أم سلمة .

                                                                                                                                                                    ووقع لي أربعة من الصحابة في نسق، أولهم نعيم بن همار، عن المقدام بن معد يكرب، عن أبي أيوب، عن عوف بن مالك.

                                                                                                                                                                    ووقع لي مثل ذلك أربعة من الصحابة في نسق، أولهم زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أمها أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                    [ 1672 / 3 ] ورواه عبد بن حميد، ولفظه: قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، إن هذه لصلاة ما كنت تصليها! قال: قدم وفد بني تميم فحبسوني عن ركعتين كنت أصليهما بعد الظهر".

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي وابن ماجه باختصار، ورجالهم ثقات، وأصله في الصحيحين.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية