الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 290 ] جماع أبواب السرايا التي تذكر بعد فتح خيبر وقبل عمرة القضية وإن كان تاريخ بعضها ليس بالواضح عند أهل المغازي

                                        باب ذكر سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى نجد قبل بني فزارة

                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا هشام بن علي، قال: حدثنا ابن رجاء، قال: أنبأنا عكرمة (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو، قال: حدثنا الحارث بن محمد التميمي، قال: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى فزارة وخرجت معه حتى إذا ما دنونا من الماء عرس بنا أبو بكر حتى إذا ما صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء، فقتل أبو بكر من قتل، ونحن معه.

                                        قال سلمة: فرأيت عنقا من الناس فيهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم فرميت بسهم بيني وبينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم، قاموا فإذا امرأة من بني فزارة فيهم عليها قشع من أدم معها ابنتها من أحسن [ ص: 291 ] العرب فجئت أسوقهم إلى أبي بكر، فنفلني أبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوبا، حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندي فلم أكشف لها ثوبا حتى لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق، ولم أكشف لها ثوبا، فقال: "يا سلمة، هب لي المرأة" قلت: يا نبي الله والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا، قال: فسكت حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ولم أكشف لها ثوبا، قال: يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك "، قلت: هي لك يا رسول الله.

                                        قال: فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدا بها أسرى من المسلمين كانوا في أيدي المشركين.


                                        أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية