الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، عن شيوخه، قالوا: كان أبو شييم المزني قد أسلم فحسن إسلامه يحدث يقول: لما نفرنا إلى أهلها بحيفاء مع عيينة بن حصن، رجع بنا عيينة، فلما كان دون خيبر بمكان يقال له الحطام عرسنا من الليل، ففزعنا، فقال عيينة: أبشروا إني أرى الليلة في النوم أني أعطيت ذا الرقيبة - جبلا بخيبر - قد والله أخذت برقبة محمد.

                                        قال: فلما قدمنا خيبر قدم عيينة فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر.

                                        فقال عيينة: يا محمد، أعطني ما غنمت من حلفائي، فإني انصرفت عنك وعن قتالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت ولكن الصياح الذي سمعت أنفرك إلى أهلك" قال أجزني يا محمد، قال: "لك ذو الرقيبة" قال عيينة: ما ذو [ ص: 250 ] الرقيبة، قال: "الجبل الذي رأيت في النوم أنك أخذته" .

                                        فانصرف عيينة.

                                        فلما رجع إلى أهله جاءه الحارث بن عوف، فقال: ألم أقل لك إنك توضع في غير شيء، والله ليظهرن محمد على ما بين الشرق والغرب، يهود كانوا يخبروننا هذا، أشهد لسمعت أبا رافع سلام بن أبي الحقيق يقول: إنا نحسد محمدا على النبوة، حيث خرجت من بني هارون، وهو نبي مرسل، ويهود لا تطاوعني على هذا، ولنا منه ذبحان: واحد بيثرب، وآخر بخيبر.

                                        قال الحارث: قلت لسلام: يملك الأرض جميعا؟ قال: نعم، والتوارة التي أنزلت على موسى وما أحب أن تعلم يهود بقولي فيه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية