الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي، قال: أخبرنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، قال: حدثنا المقرئ يعني عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد، قال: حدثنا زياد بن نعيم الحضرمي، قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، قال: أتيت [ ص: 126 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، فذكر الحديث إلى أن قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى من أول الليل، قال بشر: يعني سار من أول الليل، فلزمته وكنت قويا وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون، حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أذان صلاة الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: "لا" حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز، ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه، فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت: لا إلا شيء قليل لا يكفيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعله في إناء ثم ائتني به" ففعلت فوضع كفه في الماء قال الصدائي: فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أني أستحي من ربي لسقينا واستقينا، ناد في أصحابي من كان له [ ص: 127 ] حاجة في الماء، فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم" .

                                        فذكر الحديث، وقال فيه: فقلنا يا نبي الله، إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها، فتفرقنا على مياه حولنا، وقد أسلمنا وكل من حولنا لنا عدو، فادع الله لنا في بئرنا أن يسقينا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق، فدعا بسبع حصيات فعركهن في يده، ودعا فيهن، ثم قال: "اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدة واحدة، واذكروا اسم الله" .

                                        قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا أن ننظر إلى قعرها يعني البئر.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية