الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 390 ] باب ما جاء في موت كسرى وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

                                        أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، قال: حدثنا شاذان أسود بن عامر قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن رجلا، من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربي قد قتل ربك" .

                                        يعني كسرى.

                                        قال: وقيل له - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - إنه قد استخلف ابنته، فقال: "لا يفلح قوم تملكهم امرأة"
                                        .

                                        وروي في حديث دحية بن خليفة الكلبي، أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عند قيصر وجد عنده رسل عامل كسرى على صنعاء، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان كتب إلى كسرى، فكتب كسرى إلى صاحبه بصنعاء يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفنيه أو لأفعلن بك، فبعث صاحب صنعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة، ثم قال لهم: " اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة "، فانطلقوا [ ص: 391 ] فأخبروه، قال دحية: ثم جاء الخبر بأن كسرى قتل تلك الليلة.

                                        وذكره أيضا داود بن أبي هند عن عامر الشعبي بمعناه، وسمى العامل الذي كتب إليه كسرى، فقال: باذان صاحب اليمن، فلما جاء باذان الكتاب اختار رجلين من أهل فارس وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما كتب به كسرى من رجوعه إلى دين قومه أو تواعده يوما بلقائه فيه ثم ذكر معناه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأبلغاه أن ربي قتل ربه" فكان كما أخبر.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية