الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار [ ص: 213 ] ، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، والحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان علي يلبس في الحر والشتاء العباء المخشم الثخين، وما يبالي الحر، فأتاني أصحابي فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئا فهل رأيته؟ فقلت: وما هو؟ قالوا: رأيناه يخرج إلينا في الحر الشديد في العباء المحشو الثخين، وما يبالي الحر ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وما يبالي البرد، فهل سمعت في ذلك شيئا؟ فقلت: لا.

                                        فقالوا: سل لنا أباك عن ذلك فإنه يسمر معه، فأتيته فسألته فقال: ما سمعت في ذلك شيئا فدخل على علي رضي الله عنه فسمر معه، ثم سأله عن ذلك، فقال: أوما شهدت معنا خيبر؟ فقلت: بلى، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم ثم جاء بالناس وقد هزموا، فقال: بلى، ثم قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له ثم بعثه إلى القوم فانطلق فلقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله عليه غير فرار" فدعاني فأعطاني الراية ثم قال: "اللهم اكفه الحر والبرد" فما وجدت بعد ذلك بردا ولا حرا.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية