الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 256 ] باب ما جاء في الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وما ظهر في ذلك من عصمة الله جل ثناؤه لرسوله صلى الله عليه وسلم عن ضرر ما أكل منه حتى بلغ فيه أمره وإخبار ذراعها إياه بذلك حتى أمسك عن البقية

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ - رحمه الله - ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: قرئ على شعيب بن الليث بن سعد، أخبرك أبوك، قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد وأخبرنا أبو عمرو الأديب، قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا من كان هاهنا من اليهود" فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني سائلكم عن شيء أنتم صادقي عنه؟" قالوا: نعم، يا أبا القاسم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أبوكم؟" قالوا: أبونا فلان، قال: "كذبتم بل أبوكم فلان" قالوا: صدقت وبررت، قال لهم: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟" قالوا: نعم، يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في آبائنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أهل النار؟" فقالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخسؤوا فيها أبدا" ثم قال: "هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟" قالوا: نعم، قال: "أجعلتم في هذه الشاة سما؟" قالوا: نعم، قال: "فما حملكم على ذلك؟" قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك [ ص: 257 ] .

                                        لفظ حديث شعيب رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية