الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 353 ] باب سرية شجاع بن وهب الأسدي رضي الله عنه فيما زعم الواقدي

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، قال: حدثنا ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عمر بن الحكم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن، وأمره أن يغير عليهم، فخرج فكان يسير الليل ويكمن النهار، حتى صبحهم غارين، وقد أوعز إلى أصحابه قبل ذلك ألا يمعنوا في الطلب، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، فاستاقوا ذلك كله حتى قدموا المدينة، فكانت سهمانهم خمسة عشر بعيرا كل رجل منهم، وعدلوا البعير بعشرين من الغنم، وغابت السرية خمس عشرة ليلة.

                                        قال ابن أبي سبرة: فحدثت بهذا الحديث محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال: كذبوا، قد أصابوا في ذلك الحاضر نسوة فاستاقوهن، فكانت [ ص: 354 ] فيهن جارية وضيئة، فقدموا بها المدينة ثم قدم وفدهم مسلمين، فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبي، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم شجاعا وأصحابه في ردهن، فسلموهن وردهن إلى أصحابه.

                                        قال ابن أبي سبرة: فأخبرت شيخا من الأنصار بذلك فقال: أما الجارية الوضيئة فكان شجاع بن وهب أخذها لنفسه بثمن فأصابها، فلما قدم الوفد خيرها فاختارت المقام عند شجاع بن وهب، فلقد قتل يوم اليمامة وهي عنده ولم يكن له منها ولد.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية