الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 276 ] باب ذكر حديث عمران بن حصين وما ظهر في خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحبة المزادتين، ثم في ماء المزادتين حين أتي به وفي بقية الماء التي كانت معه من علامات النبوة ودلالات الصدق

                                        أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، قال: سرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر هو وأصحابه قال: فأصابهم عطش شديد، فأقبل رجلان من أصحابه قال: أحسبه عليا والزبير أو غيرهما قال: " إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا، امرأة معها بعير عليه مزادتان فأتياني بهما، قال: فأتيا المرأة فوجداها قد ركبت بين مزادتين على البعير، فقالا لها: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهو الصابئ؟ قالا: هو الذي تعنين، وهو رسول الله حقا، فجاءا بها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل في إناء من مزادتيهما، ثم قال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم عاد الماء في المزادتين، ثم أمر بعزلاء المزادتين ففتحت ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم وأسقيتهم، فلم يدعوا يومئذ إناء ولا سقاء إلا ملؤوه.

                                        قال عمران: فكان يخيل إلي أنها لم تزدد إلا امتلاء، قال: فأمر النبي [ ص: 277 ] صلى الله عليه وسلم بثوبها فبسط ثم أمر أصحابه فجاؤوا من زادهم حتى ملأ لها ثوبها، ثم قال لها: "اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئا، ولكن الله عز وجل سقانا" قال: فجاءت أهلها فأخبرتهم، فقالت: جئتكم من أسحر الناس، أو إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، قال: فجاء أهل ذلك الحواء حتى أسلموا كلهم.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية