الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه [ ص: 148 ] (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين، فقال: أيها الناس، اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين.

                                        قال: فأتى عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله: ألسنا على حق، وهم على باطل، قال: "بلى" قال: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال: "بلى" قال: ففيم نعطي الدنية في أنفسنا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: "يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله" قال: فانطلق ابن الخطاب ولم يصبر متغيظا، فأتى أبا بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على باطل؟ قال: بلى قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى قال: فعلى ما نعطي الدنية في ديننا؟ ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله، ولن يضيعه الله أبدا.

                                        فنزل القرآن على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله، أوفتح هو؟ قال: "نعم" قال: فطابت نفسه ورجع.


                                        رواه البخاري في الصحيح , عن أحمد بن إسحاق، عن يعلى، ورواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية