الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل القاضي وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا محمد بن عمرو الحرشي، قالا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير (ح) وأنبأنا أبو عبد الله، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا أبو خيثمة وهو زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علينا أبا عبيدة بن الجراح، نتلقى عيرا لقريش، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعضنا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله، قال: فانطلقنا على ساحل البحر فوضع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا دابة تدعا العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا، ولقد كنا نغترف من وقت عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور، أو كقدر الثور.

                                        ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في عينه، وأخذ ضلعا من [ ص: 409 ] أضلاعه فأقامه، ثم رحل أعظم بعير منها فمر تحتها، وتزودنا من لحمه وشائقه، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء تطعمونا؟" قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكل.


                                        لفظ حديث ابن عبدان.

                                        رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية