الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في تفسير آدم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا [ ص: 56 ] إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال: فذكرت ذلك لعمي، فذكره عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا؛ فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، وجلست في بيتي، فأنزل الله عز وجل إذا جاءك المنافقون إلى قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا إلى قوله: ليخرجن الأعز منها الأذل فأرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي، وقال: إن الله عز وجل قد صدقك.

                                        رواه البخاري في الصحيح عن آدم وذكر ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة وذكر موسى بن عقبة في مغازيهما هذه القصة، وزعما أن أوس بن أقرم، وهو رجل من بني الحارث بن الخزرج، هو الذي سمع قول عبد الله بن أبي، فأخبر بذلك عمر بن الخطاب، وذكر ذلك عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبي، فسأله عما تكلم به؛ فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كان سبق منك قول، فتب" فجحد وحلف، فوقع رجال بأوس بن أقرم، وقالوا: أسأت بابن عمك وظلمته، ولم يصدقك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                        فبينما هم يسيرون، إذ رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، فلما قضى الله قضاءه في موطنه ذلك وسري عنه، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بأوس بن أقرم فأخذ بأذنه فعصرها، حتى استشرف القوم؛ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر , فقد صدق الله حديثك.

                                        ثم قرأ عليه سورة المنافقين حتى بلغ ما أنزل الله في ابن أبي: هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا حتى بلغ: ولكن المنافقين لا يعلمون .


                                        [ ص: 57 ] أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عروة.

                                        (ح) ، وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، فذكراه، وذكر موسى بن عقبة فيما سمع زيد بن أرقم، في قصة أخرى.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية