الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 309 ] باب ذكر الرجل الذي قتل رجلا بعدما شهد بالحق ثم مات فلم تقبله الأرض وما ظهر في ذلك من آثار

                                        أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، قال:، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثنا عبد الله بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب، قال: أغار رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية من المشركين فانهزمت، فغشي رجل من المسلمين رجلا من المشركين وهو منهزم، فلما أراد أن يعلوه بالسيف قال الرجل: لا إله إلا الله، فلم ينزع عنه حتى قتله، ثم وجد في نفسه من قتله فذكر حديثه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا نقبت عنه قلبه" يريد أن يعبر عن القلب اللسان، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى توفي ذلك الرجل القاتل، فدفن فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ادفنوه" ، فدفنوه فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله [ ص: 310 ] فحدثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ادفنوه" فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأرض قد أبت أن تقبله فاطرحوه في غار من الغيران" .

                                        لفظ حديث أبي عبد الله.

                                        وفي رواية عبد الخالق ذكر دفنه مرتين لم يذكر الثالث.

                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن الحسن، قال: بلغنا أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل المشركين، فذكر معنى ما ذكر قبيصة يزيد وينقص ومما زاد قال: فأنزل الله فيه: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا فبلغنا أن الرجل مات فقيل يا رسول الله: مات فلان فدفناه فأصبحت الأرض قد لفظته، ثم دفناه فلفظته، فقال: " أما إنها تقبل من هو شر منه، ولكن الله عز وجل أراد أن يجعله موعظة لكم لكيلا يقدم رجل منكم على قتل من يشهد أن لا إله إلا الله، أو يقول: إني مسلم، اذهبوا به إلى شعب بني فلان فادفنوه، فإن الأرض ستقبله "، فدفنوه في ذلك الشعب.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية