الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن (ح) وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي، قال: حدثنا سعيد (ح) وأخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة حين أراد الخروج إلى خيبر: "التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني" فخرج بي أبو طلحة فردفني وأنا غلام قد راهقت، فكان إذا نزل خدمته، فسمعته كثيرا مما يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال" .

                                        فلما فتح الله الحصن ذكر له جمال صفية، وكانت عروسا وقتل زوجها، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، فلما كنا بسد الصهباء حلت، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخذ حيسا في نطع صغير، وكانت وليمته، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها بعباءة خلفه، ويجلس عند ناقته فيضع ركبته، فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته، ثم تركب، فلما بدا لنا أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبل يحبنا ونحبه" فلما أشرف على المدينة، قال: "اللهم إن إبراهيم حرم مكة، اللهم وإني أحرم لابتيها، اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم"
                                        .

                                        لفظ حديث سعيد بن منصور [ ص: 229 ] .

                                        رواه البخاري في الصحيح عن عبد الغفار بن داود، رواه مسلم عن سعيد.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية