الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد [ ص: 211 ] بن عمرو الرزاز، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن المسيب بن مسلم الأزدي، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما أخذته الشقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج ولما نزل خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، وأن أبا بكر أخذ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نهض، فقاتل قتالا شديدا، ثم رجع فأخذها عمر، فقاتل قتالا أشد من القتال الأول، ثم رجع، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يأخذها عنوة" .

                                        وليس ثم علي، فتطاولت لها قريش ورجا كل رجل منهم أن يكون صاحب ذلك، فأصبح وجاء علي على بعير له حتى أناخ قريبا وهو أرمد، قد عصب عينه بشقة برد قطري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لك؟" قال: رمدت بعدك، قال: "ادن مني" فتفل في عينه فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بالراية وعليه جبة أرجوان حمراء قد أخرج خملها، فأتى مدينة خيبر مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر يماني، وحجر قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يرتجز:


                                        قد علمت خيبر أني مرحب شاك سلاحي بطل مجرب

                                        إذا الليوث أقبلت تلهب وأحجمت عن صوله المغلب فقال علي رضي الله عنه:


                                        أنا الذي سمته أمي حيدره     كليث غابات شديد القسوره


                                        أكيلهم بالصاع كيل السندره

                                        فاختلفا ضربتين فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في [ ص: 212 ] الأضراس وأخذ المدينة.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية