الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 33 ] باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال: سلام بن أبي الحقيق.

                                        قال ابن إسحاق: كان بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز، وما ظهر في قصته من الآثار

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: فلما انقضى أمر الخندق، وأمر بني قريظة، وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضه عليه، فاستأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق، وكان بخيبر فأذن لهم فيه.

                                        قال ابن إسحاق: حدثنا الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، أن هذين الحيين من الأنصار - الأوس والخزرج - كانا يتصاولان معه تصاول الفحلين، لا يصنع أحدهما شيئا إلا [ ص: 34 ] صنع الآخر مثله، فلما قتلت الأوس كعب بن الأشرف، تذكرت الخزرج رجلا، هو في العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثله؛ فذكروا ابن أبي الحقيق بخيبر، فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله؛ فأذن لهم، فخرج إليه عبد الله بن عتيك، وأبو قتادة، وعبد الله بن أنس، ومسعود بن سنان، والأسود بن خزاعي، حليف من أسلم.

                                        قال ابن إسحاق: وحسبت أن فيهم فلان بن سلمة.

                                        فخرجوا إليه، فلما جاؤوه، صعدوا إليه في علية له فنوهت بهم امرأته، فصيحت، وكان قد نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثهم عن قتل النساء والولدان، فجعل الرجل يحمل عليها السيف، ثم يذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء، فيمسك يده، قال: فابتدروه بأسيافهم، وتحامل عليه عبد الله بن أنيس في بطنه بالسيف حتى قتله.


                                        وروي ذلك عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أمه، عن عبد الله بن أنيس، أنه قتله ابن عتيك، وابن أنيس ذفف عليه، وقيل فيه أنه قتله ابن عتيك وذفف عليه.

                                        والصحيح ما أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا؛ فقتله وهو نائم [ ص: 35 ] .

                                        ورواه البخاري في الصحيح، عن إسحاق بن نصر وغيره، عن يحيى بن آدم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية