الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    50 - باب الاستعاذة من عذاب القبر فيه حديث عبد الله بن عباس ، وتقدم في الصلاة في باب الإشارة بالمسبحة، وفيه حديث خباب، وسيأتي في الفتن في باب صفة الدجال.

                                                                                                                                                                    [ 2018 / 1 ] وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استعيذوا بالله من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال".

                                                                                                                                                                    رواه مسدد بسند صحيح.

                                                                                                                                                                    [ 2018 / 2 ] وكذلك أحمد بن حنبل ولفظه: عن عائشة قالت: "جاءت يهودية فاستطعمت على بابي، فقالت: أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال، ومن فتنة عذاب القبر. قالت: فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ما تقول هذه اليهودية؟! قال: وما تقول؟ قالت: قلت: تقول: أعاذكم الله من فتنة الدجال، ومن فتنة عذاب القبر. قالت عائشة : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر. ثم قال: أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته، وسأحذركموه تحذيرا لم [ ص: 518 ] يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، وأما فتنة القبر فبي تفتنون، وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له: فيم كنت؟ يقول: في الإسلام، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه. فتفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا. فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله. ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك منها. ويقال: على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله. وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا مشعوفا، فيقال له: فيم كنت؟ يقول: فيقول: لا أدري. فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا. فتفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم تفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، ويقال: هذا مقعدك منها، على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله. ثم يعذب".

                                                                                                                                                                    قوله: "مشعوف" هو بشين معجمة بعدها عين مهملة وآخره فاء، قال أهل اللغة: الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية