الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4405 - (م 4) : عمرو بن عبسة السلمي ، كنيته أبو نجيح ، [ ص: 119 ] صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قديم الإسلام ، قدم مكة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ثم عاد إلى قومه ، وكان رابع أربعة أو خامس خمسة في الإسلام ، وكان أخا أبي ذر لأمه ; أمهما رملة من بني الوقيعة بن حرام بن غفار ، وهو عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم . وقيل غير ذلك في نسبه .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (م 4) .

                                                                          روى عنه : بسر بن عبيد الله الحضرمي ، وجبير بن نفير ، وحبيب بن عبيد ، وسليم بن عامر (د ت س) ، وسهل بن سعد الساعدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وسويد بن جبلة السلمي ، وشداد أبو عمار ، وشرحبيل بن السمط (د س) ، وشهر بن حوشب (ق) ، وضمرة بن حبيب ، وعبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الرحمن بن البيلماني (س) ، وعبد الرحمن بن عائذ (س) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن موهب ، وعدي بن أرطاة ، والقاسم أبو عبد الرحمن (ق) ، وكثير بن مرة الحضرمي (ت س) ، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري [ ص: 120 ] (د ت س) ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو أمامة الباهلي (م د ت س) ، وأبو رزين ، وأبو سلام الأسود (د) ، وأبو طيبة الكلاعي (سي) ، وأبو عبد الله الصنابحي (س) ، وأبو قلابة الجرمي مرسل .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في " الكبير " في الطبقة الثانية ، وفي " الصغير " في الطبقة الثالثة ، وقال : قال محمد بن عمر : أسلم بمكة ثم رجع إلى بلاد قومه بني سليم ، وكان ينزل بصفية وحاذة وهي من أرض بني سليم ، فلم يزل مقيما هناك حتى مضت بدر ، وأحد ، والخندق ، والحديبية ، وخيبر ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المدينة .

                                                                          قال محمد بن سعد : وكان قديم الإسلام يقولون إنه رابع أو خامس في الإسلام .

                                                                          وقال عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ : وأما البجلي بالباء المعجمة بواحدة والجيم ساكنة ، فهم رهط من سليم بن منصور ، ويقال لهم : بنو بجلة نسبوا إلى أمهم بجلة بنت هناة بن مالك بن فهم الأزدي منهم أبو نجيح عمرو بن عبسة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مكة فلقيه بعكاظ ورآه مستخفيا من قريش في أول الدعوة ، وهو يقول : أنا رابع الإسلام ثم رجع إلى أرضه وقومه بني سليم مقيما حتى مضى بدر ، [ ص: 121 ] وأحد ، وخيبر ، ثم نزل المدينة ، وكان قبل أن يسلم يعتزل عبادة الأصنام ويراها باطلا وضلالة .

                                                                          وقال صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ بن علقمة ، عن ابن عائذ ، عن جبير بن نفير : كان أبو ذر ، وعمرو بن عبسة كلاهما يقول : لقد رأيتني رابع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر وبلال كلاهما لا يدري متى أسلم الآخر .

                                                                          وقال حصين بن عبد الرحمن ، عن عمران بن الحارث ، عن مولى لكعب : انطلقنا مع عمرو بن عبسة ، والمقداد بن الأسود ، ومسافع بن حبيب الهذلي وكان مع كل رجل منا رعية ، فإذا كان يوم عمرو بن عبسة أردنا أن نخرج فيأبى ، فخرج يوما برعاية فانطلقت نصف النهار ، فإذا بسحابة قد أظلته ما فيها عنه فضل ، فأيقظته ، فقال : إن هذا شيء ينتابه ، لئن علمت أنك أخبرت به لا يكون بيني وبينك خير ، فوالله ما أخبرت به حتى مات .

                                                                          قال الحاكم أبو أحمد : نزل الشام .

                                                                          وقال غيره : مات بحمص .

                                                                          روى له الجماعة سوى البخاري .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو [ ص: 122 ] الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا عكرمة يعني ابن عمار ، قال : حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي ، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال : قال أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة صاحب العقل عقل الصدقة رجل من بني سليم بأي شيء تدعي أنك رابع الإسلام ؟ قال : إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئا ، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث أحاديث ، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جرآء ، فتلطفت له ، فدخلت عليه ، فقلت : ما أنت ؟ قال : أنا نبي الله . فقلت : وما نبي الله ؟ قال : رسول الله . قال : قلت : آلله أرسلك ؟ قال : نعم . قلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء وكسر الأوثان وصلة الرحم . فقلت : من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد . وإذا معه أبو بكر وبلال . . . . وذكر الحديث بطوله .

                                                                          رواه مسلم عن أحمد بن جعفر المعقري ، عن النضر بن محمد ، عن عكرمة بن عمار بطوله ، فوقع لنا عاليا ، وليس له عنده غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية