الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4513 - (ت سي) : عمير بن سعد الأنصاري الأوسي . له [ ص: 372 ] صحبة ، وكان يقال له : نسيج وحده ، وكان أميرا على فلسطين لعمر بن الخطاب .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ت سي) .

                                                                          روى عنه : حبيب بن عبيد الرحبي ، وراشد بن سعد المقرائي ، وزهير بن سالم العنسي ، وسعيد بن سويد ، وكثير بن مرة ، وابنه محمود بن عمير بن سعد (سي) ، وأبو إدريس الخولاني (ت) ، وأبو طلحة الخولاني .

                                                                          قال أبو القاسم الطبراني فيمن اسمه سعد : سعد بن عبيد بن النعمان الأنصاري القارئ ، بدري .

                                                                          حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني سواد بن كعب واسم كعب ظفر : سعد بن عبيد بن النعمان .

                                                                          حدثنا الحسن بن هارون الأصبهاني ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، قال : حدثنا محمد بن فليح ، عن موسى بن [ ص: 373 ] عقبة ، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد : سعد بن عبيد بن النعمان .

                                                                          حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير ، يقول : سعد بن عبيد هو أبو زيد وهو الذي جمع القرآن وابنه عمير بن سعد والي عمر وهو سعد بن عبيد بن النعمان .

                                                                          حدثنا الحضرمي ، قال : سمعت ابن نمير يقول : قتل سعد بن عبيد بالقادسية سنة ست عشرة .

                                                                          ثم ذكره بعده سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية فيمن شهد بدرا .

                                                                          ثم قال فيمن اسمه سعيد : سعيد بن عبيد القارئ .

                                                                          وقال فيمن اسمه عمير : عمير بن سعد الأنصاري .

                                                                          لم يزد في نسبه هنا على ذلك .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، فذكره .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح : عمير بن سعد بن شهيد بن قيس بن النعمان بن عمرو بن أمية ، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشهد شيئا من [ ص: 374 ] المشاهد ، وهو الذي رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلام الجلاس بن سويد ، وكان يتيما في حجره ، وشهد فتوح الشام ، واستعمله عمر بن الخطاب على حمص فلم يزل عليها حتى مات بها . وكان من الزهاد ، وكان زهاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشداد بن أوس بن ثابت ابن أخي حسان بن ثابت بن المنذر ، وعمير بن سعد بن شهيد . قال : ومنهم سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية - يعني ابن زيد - شهد بدرا والمشاهد كلها واستشهد يوم جسر أبي عبيد بن مسعود الثقفي نفس الناطف ، وهو أول من جمع القرآن من الأنصار ، ولا عقب له ، ولم يجمع القرآن من الأوس غيره . وكذلك قال غير واحد في نسبه .

                                                                          وقال محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة : عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ، وكان أبوه ممن شهد بدرا وهو سعد القارئ ، وهو الذي يروي الكوفيون أنه أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل سعد بالقادسية شهيدا ، وصحب ابنه عمير بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وولاه عمر بن الخطاب على حمص . وقال في موضع آخر : توفي في خلافة معاوية .

                                                                          هكذا قال محمد بن سعد وشيخه محمد بن عمر الواقدي ، [ ص: 375 ] وقيل : إن ذلك وهم ، وأن الصحيح ما قاله ابن القداح ، والله أعلم .

                                                                          وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي ، فيمن نزل حمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمير بن سعد الأنصاري والي حمص في خلافة عمر بن الخطاب ، وارتحل عنها حتى صار إلى المدينة ، كانت ولايته إياها بعد سعيد بن عامر بن حذيم ، وذلك أن سليمان قال : إن سعد بن عامر ولي حمص في رجب سنة عشرين أربع سنين ونصفا وأربعة أيام ، ونزع في ذي الحجة سنة أربع وعشرين في خلافة عثمان ، ولى عثمان معاوية بن أبي سفيان وجمع له الجندين .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرحمن بن عمير بن سعد : قال لي ابن عمر : ما كان من المسلمين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أبيك .

                                                                          وقال هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين : أن عمير بن سعد يعجب عمر بن الخطاب وكان من عجبه به تسمية " نسيج وحده " .

                                                                          وروي أنه مات في زمان عمر بن الخطاب ، وأن عمر بن الخطاب قال لأصحابه : تمنوا . فتمنى كل رجل منهم أمنية ، فقال عمر : لكني أتمنى أن يكون لي رجال مثل عمير فأستعين بهم على أمور المسلمين .

                                                                          وقيل : إنه مات في خلافة عثمان ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم .

                                                                          [ ص: 376 ] روى له الترمذي ، والنسائي في " اليوم والليلة " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية