الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4388 - (ع) : عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن [ ص: 79 ] سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو محمد ، السهمي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والد عبد الله بن عمرو بن العاص . قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما سنة ثمان قبل الفتح بأشهر مع خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة ، وقيل : أسلم بين الحديبية وخيبر . وأمه النابغة بنت حريملة ، وقيل : بنت خزيمة ، وقيل : سلمى بنت النابغة ، سبية من عنزة .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن عائشة أم المؤمنين (س) .

                                                                          روى عنه : جعفر بن المطلب بن أبي وداعة السهمي (س) ، والحسن البصري (س) ، وابنه عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن منين اليحصبي (د ق) ، وعبد الله بن أبي الهذيل الكوفي (ت) ، وعبد الرحمن بن شماسة المهري (م) ، وعروة بن الزبير (س) ، وعلي بن رباح اللخمي (بخ س ق) ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري (س) ، وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي (د س) ، وقيس بن أبي حازم (خ م ت س) ، ومحمد بن كعب القرظي (تم) ، وأبو ظبية الكلاعي الحمصي (د) ، وأبو عبد الله الأشعري (ق) ، وأبو عثمان النهدي (خ م ت س) ، وأبو قيس مولاه (ع) ، وأبو مرة مولى أم هانئ (دكن) .

                                                                          قال الزبير بن بكار : أمه سبية يقال لها : النابغة من عنزة ، وأخوه لأمه عروة بن أثاية ، وكان عروة من مهاجرة الحبشة ، وأرنب بنت عفيف بنت أبي العاص ، وعقبة بن نافع بن عبد قيس بن [ ص: 80 ] لقيط من بني الحارث بن فهر .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : أمه سلمى بنت النابغة من بني جلان بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .

                                                                          وقال أبو بكر ابن البرقي : أمه النابغة من عنزة يقول من ينسبها : النابغة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة من بني عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار .

                                                                          كان قصيرا يخضب بالسواد ، وكان إسلامه قبل الفتح سنة ثمان .

                                                                          وقال ابن البرقي : وقال أخي محمد بن عبد الله يقال : إن عمرا ، وعثمان بن طلحة ، وخالد بن الوليد أسلموا عند النجاشي ، وقدموا المدينة في أول يوم من صفر سنة ثمان من الهجرة .

                                                                          وقال البخاري : ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل .

                                                                          أصله مكي نزل المدينة ، ثم سكن مصر ، ومات بها .

                                                                          وقال آدم ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبناء العاص مؤمنان : عمرو ، وهشام " .

                                                                          وقال عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة : قال طلحة : [ ص: 81 ] لا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا أني سمعته يقول : " عمرو بن العاص من صالحي قريش " ، وسمعته يقول : " نعم أهل البيت أبو عبد الله ، وأم عبد الله ، وعبد الله " .

                                                                          وقال سفيان الثوري ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن إبراهيم النخعي : عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو بن العاص على أبي بكر ، وعمر وسراة أصحابه . قال سفيان : أراه غزوة ذات السلاسل .

                                                                          وقال مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر : صحبت عمرو بن العاص ، فما رأيت رجلا أبين - أو قال : أنصع - رأيا ، ولا أكرم جليسا ، ولا أشبه سريرة بعلانية منه .

                                                                          وقال محمد بن سلام الجمحي : كان عمر بن الخطاب إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال : خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد . يعني : أنه تعالى خالق الأضداد .

                                                                          وقال موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه : سمعت عمرو بن العاص يقول : لا أمل ثوبي ما وسعني ، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي ، ولا أمل دابتي ما حملتني ، إن الملال من سيئ الأخلاق .

                                                                          وقال محمد بن الحارث عن المدائني : قال عمرو بن العاص ، أربعة لا أملهم أبدا : جليسي ما فهم عني ، وثوبي ما سترني ، ودابتي ما حملتني ، وامرأتي ما أحسنت عشرتي .

                                                                          [ ص: 82 ] وقال أبو أمية بن يعلى ، عن علي بن زيد بن جدعان : قال رجل لعمرو بن العاص : صف لي الأمصار ، قال : أهل الشام أطوع الناس للمخلوق وأعصاه للخالق ، وأهل مصر أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا ، وأهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم فيها ، وأهل العراق أطلب الناس للعلم وأبعدهم منه .

                                                                          وقال مجالد ، عن الشعبي : دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد ، فأما معاوية فللأناة والحلم ، وأما عمرو فللمعضلات ، وأما المغيرة بن شعبة فللمبادهة ، وأما زياد فللصغير والكبير .



                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : ذكروا أنه جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه ، وهو على المنبر ، فسأله ، فقال : أمي سلمى بنت حريملة تلقب النابغة من بني عنزة ثم أحد بني جلان أصابتها رماح العرب ، فبيعت بعكاظ فاشتراها الفاكه بن المغيرة ، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان ، ثم صارت إلى العاص بن وائل ، فولدت ، فأنجبت ، فإن كان جعل لك شيء فخذه .

                                                                          قال أبو عمر : وكان عمرو بن العاص من فرسان قريش [ ص: 83 ] وأبطالهم في الجاهلية ، مذكورا بذلك فيهم ، وكان شاعرا حسن الشعر حفظ عنه فيه الكثير في مشاهد شتى ، ومن شعره في أبيات له يخاطب بها عمارة بن الوليد بن المغيرة عند النجاشي .


                                                                          إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما

                                                                              قضى وطرا منه وغادر سبة
                                                                          إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال أحمد بن حنبل ، عن أبي عبد الله البصري ، عن ابن لابن أبي مليكة : قال عمرو بن العاص : إني لأذكر الليلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب .

                                                                          وقال محمد بن المثنى ، وهارون بن عبد الله : مات سنة اثنتين وأربعين .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن نمير : مات سنة اثنتين وأربعين .

                                                                          وقال في موضع آخر : سنة ثلاث وأربعين .

                                                                          وكذلك روي عن عمرو بن شعيب .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، وأبو عبيد : مات سنة اثنتين [ ص: 84 ] ويقال : سنة ثلاث وأربعين .

                                                                          وقال الواقدي : مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين .

                                                                          وقال في موضع آخر : سنة ثلاث وأربعين ، وهو ابن سبعين سنة .

                                                                          وقال الليث بن سعد ، والمدائني ، ويحيى بن بكير ، ويحيى بن معين ، والعجلي ، وابن البرقي ، وأبو سعيد بن يونس في آخرين : مات سنة ثلاث وأربعين . قال بعضهم : يوم الفطر .

                                                                          وقال بعضهم : ليلة الفطر بمصر .

                                                                          قال ابن بكير : وسنه سبعون سنة .

                                                                          وقال ابن البرقي عن أخيه محمد بن عبد الله : توفي ابن تسعين سنة .

                                                                          وقال العجلي : وهو ابن تسع وتسعين سنة .

                                                                          وقال ابن بكير في موضع آخر : وسنه نحو من مائة سنة ، وصلى عليه ابنه عبد الله .

                                                                          وقال غيرهم : مات سنة ثمان وأربعين .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن الهيثم بن عدي : مات سنة [ ص: 85 ] إحدى وخمسين .

                                                                          وقال طلحة أبو محمد الكوفي عن أشياخه : مات سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية .

                                                                          وقال البخاري ، عن الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة ، مات سنة إحدى أو اثنتين وستين في ولاية يزيد .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية