الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4370 - (م مد ت س ق) : عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي ، أبو أمية [ ص: 36 ] المدني المعروف بالأشدق أخو عنبسة بن سعيد ، ويحيى بن سعيد ، وأبان بن سعيد ، وعبد الله بن سعيد ، ووالد سعيد ، وموسى ، وأمية بني عمرو بن سعيد ، وجد أيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، وإسحاق بن سعيد . وهو عمرو بن سعيد بن العاص الأصغر ، وأما الأكبر فهو عم أبيه من كبار الصحابة قديم الإسلام . وعمرو بن سعيد هذا يقال : إن له رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (مد ت) مرسلا ، وعن أبيه سعيد بن العاص (س) ، وسيابة بن عاصم السلمي ، وعثمان بن عفان (م) ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب (س) ، والصحيح عن أبيه (س) عن عمر بن الخطاب ، وعائشة أم المؤمنين (ق) .

                                                                          روى عنه : ابنه أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص (مد) والد إسماعيل بن أمية ، وخثيم بن مروان بن قيس السلمي ، وابنه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص (م س) والد إسحاق بن سعيد ، وعبد الكريم أبو أمية البصري (ق) ، وابنه موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص والد أيوب بن موسى (ت) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري

                                                                          ولاه معاوية ويزيد بن معاوية المدينة ، ثم طلب الخلافة بعد ذلك وزعم أن مروان جعله ولي عهده بعد عبد الملك ابنه وغلب على دمشق ، ثم قتله عبد الملك بعد أن أعطاه الأمان .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة .

                                                                          [ ص: 37 ] وقال الزبير بن بكار : فولد سعيد بن العاص : محمدا ، وعثمان الأكبر ، وعمرا يقال له : الأشدق ، ورجالا درجوا وأمهم أم البنين بنت الحكم أخت مروان بن الحكم لأبيه وأمه .

                                                                          وقال البخاري : كان غزا ابن الزبير ثم قتله عبد الملك بن مروان .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش في تسمية الفقم من الأشراف : عمرو بن سعيد بن العاص .

                                                                          وقال الأصمعي : حدثنا المبارك بن سعيد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه ، قال : لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة جمع بنيه ، فقال : أيكم يكفل ديني ؟ فسكتوا ، فقال : ما لكم لا تكلمون ؟ فقال عمرو الأشدق وكان عظيم الشدقين : وكم دينك يا أبة ؟ قال : ثلاثون ألف دينار ، قال : فبم استدنتها يا أبة ؟ قال : في كريم سددت فاقته وفي لئيم فديت عرضي منه . فقال عمرو : هي علي يا أبة . فقال سعيد : مضت خلة وبقيت خلتان ، فقال عمرو : وما هما يا أبة ؟ قال : بناتي لا تزوجهن إلا من الأكفاء ولو بعلق الخبز الشعير ، فقال : وأفعل يا أبة قال سعيد : مضت خلتان وبقيت خلة [ ص: 38 ] واحدة . فقال : وما هي يا أبة ؟ فقال : إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي . فقال عمرو : وأفعل يا أبة : فقال سعيد : أما والله لئن قلت ذلك لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك . ثم قال سعيد : ما شتمت رجلا منذ كنت رجلا ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني لهو أمن علي مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني لحاجته .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي : كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد ، فجاء رجل من الكتاب يتخطى الناس فكلمه لحاجته ثم ذهب ، فلما ولى أقبل أولئك الذين عنده ، فقالوا له : يا أبا عمير ، الكتاب شرار خلق الله ، فقال : ما يدريكم ؟ كان معاوية كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان خليفة ، وكان عثمان كاتب أبي بكر وكان خليفة ، وكان مروان بن الحكم كاتب عثمان وكان خليفة ، وكان عبد الملك بن مروان كاتب ديوان الجند بالمدينة في خلافة معاوية وكان خليفة ، وكان عمرو بن سعيد كاتب ديوان الجند بالمدينة ، فطلب الخلافة فقتل دونها .

                                                                          وقال أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم ، عن العتبي : قال عبد الملك بن مروان بعد قتله عمرو بن سعيد : إن كان أبو أمية لأحب إلي من دم النواظر ، ولكن والله ما اجتمع فحلان في شول إلا أخرج أحدهما صاحبه ، وإن كان لحمالا للعظائم باهضا إلى المكارم لكنا كما قال أخو بني يربوع :


                                                                          أجازي من جزاني الخير خيرا وجاز الخير يجزى بالنوال [ ص: 39 ]     وأجزي من جزاني الشر شرا
                                                                          كما تحذى النعال على النعال

                                                                          قال يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد : وفي سنة تسع وستين مقتل عمرو بن سعيد بن العاص .

                                                                          وقال أبو عبيد : قتل سنة تسع وستين .

                                                                          وقال عبيد الله بن سعد الزهري ، عن أبيه : قتل سنة سبعين ، قتله عبد الملك بن مروان .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : قتله عبد الملك بن مروان ، يقال : بيده ، سنة سبعين .

                                                                          وقال غيره : قتل بدمشق .

                                                                          روى له أبو داود في " المراسيل " والباقون سوى البخاري .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أبو خليفة الجمحي . (ح) قال أبو نعيم : وحدثنا سليمان بن أحمد إملاء ، قال : حدثنا عباس بن الفضل الأسفاطي ، ومحمد بن محمد التمار . قالوا :

                                                                          [ ص: 40 ] حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، قال : كنت مع عثمان فدعا بطهور ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله " . لفظهم سواء إلا أن سليمان لم يذكر سجودها ، وقال : ما من امرئ مسلم .

                                                                          قال أبو نعيم : ورواه أيضا يحيى الحماني ، عن إسحاق بن سعيد القرشي ، حدثناه أبو بكر الطلحي ، قال : حدثنا أبو حصين الوادعي ، قال : حدثنا يحيى الحماني ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد القرشي مثله سواء .

                                                                          رواه مسلم عن عبد بن حميد ، وحجاج بن الشاعر ، عن أبي الوليد ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وليس له عنده غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية