الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء


                                                                          4558 - (ع) : عويمر بن مالك ، وقيل : ابن عامر ، وقيل : [ ص: 470 ] ابن ثعلبة ، وقيل : ابن عبد الله بن قيس ، وقيل : عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري ، أبو الدرداء الخزرجي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال الكديمي عن الأصمعي : اسم أبي الدرداء عامر بن مال ، وكانوا يقولون له : عويمر .

                                                                          وقال عمرو بن علي : سألت رجلا من ولد أبي الدرداء ، فقال : اسمه عامر بن مالك ، وعويمر لقبه .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : أمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن زيد بن ثابت ، وعائشة أم المؤمنين .

                                                                          روى عنه : أسد بن وداعة ، وأنس بن مالك ، وبشر التغلبي [ ص: 471 ] والد قيس بن بشر ، وابنه بلال بن أبي الدرداء (د) ، وثمامة بن حزن القشيري (بخ) ، وجبير بن نفير (بخ م 4) ، وحبيب بن عبيد ، وأبو الزاهرية حدير بن كريب ، وحطان بن عبد الله الرقاشي ، وخالد بن معدان (س) ، وخليد العصري (د) ، وخيثمة بن عبد الرحمن الجعفي ، وذكوان أبو صالح السمان (ت سي) ، وزيد بن وهب الجهني (سي) ، وسعيد بن المسيب (ت س) ، وسلمان الأغر ، وسليم بن عامر ، وسويد بن غفلة (س ق) ، وشريح بن عبيد (ق) ، وصفوان بن عبد الله بن صفوان (بخ م ق) ، وضمرة بن حبيب ، وطاووس بن كيسان ، وعبادة بن نسي (ق) ، وعبد الله بن أبي زكريا الخزاعي (د) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبو بحرية عبد الله بن قيس التراغمي (ت ق) ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبو زيادة عبيد الله بن زيادة ، وعبيد بن عمير ، وعثمان ابن أبي سودة (د) ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وعطاء بن يسار (س) ، وعلقمة بن قيس النخعي (خ م ت س) ، وعمرو بن الأسود العنسي ، وفضالة بن عبيد الأنصاري (د سي) ، وقبيصة بن ذؤيب ، وقيس بن أبي حازم ، وكثير بن قيس (د ت ق) ، وكثير بن مرة (ر س) ، وكليب بن ذهل الإيادي (د) ، ولقمان بن عامر ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص (س) ، ومحمد بن سيرين (س) ، ومحمد بن كعب القرظي (سي) ، ومعاذ [ ص: 472 ] ابن أنس الجهني ، ومعدان بن أبي طلحة (م د ت س) ، ومورق العجلي ، ونميل بن عبد الله الأشعري ، وهلال بن يساف (سي) ، ويزيد بن خمير اليزني (د) ، ويوسف بن عبد الله بن سلام ، وأبو إدريس الخولاني (خ م ت س ق) ، وأبو أمامة الباهلي ، وأبو حبيبة الطائي (د ت س) ، وأبو السفر الهمداني (ت ق) مرسل ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ق) ، وأبو عبد الرحمن السلمي (ت ق) ، وأبو عثمان الصنعاني ، وأبو عمر الصيني (سي) ، على خلاف فيه ، وأبو مرة (م) مولى أم هانئ ، وأبو مشجعة الجهني (ق) ، وأبو معدان (س) إن كان محفوظا ، وزوجته أم الدرداء .

                                                                          قال أبو مسهر : حدثني سعيد بن عبد العزيز أن أبا الدرداء أسلم يوم بدر وشهد أحدا فأبلى يومئذ ، وفرض له عمر في أربع مائة ألحقه بالبدريين .

                                                                          وقال الأعمش ، عن خيثمة : قال أبو الدرداء : كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث زاولت التجارة والعبادة فلم يجتمعا ، فأخذت العبادة وتركت التجارة .

                                                                          وقال صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد : لما هزم [ ص: 473 ] أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد كان أبو الدرداء فيمن فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، فلما أظلهم المشركون من فوقهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم ليس لهم أن يعلونا ، فثاب إليه يومئذ ناس وانتدبوا ، وفيهم عويمر أبو الدرداء حتى أدحضوهم عن مكانهم الذي كانوا فيه ، وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الفارس عويمر " . وقال : " حكيم أمتي عويمر " ! .

                                                                          وقال محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء ، وأعلمنا بالحلال والحرام معاذ بن جبل .

                                                                          وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول : رب شاكر نعمة غيره ومنعم عليه ولا يدري ، ورب حامل فقه غير فقيه .

                                                                          وقال أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رجاء بن حيوة : قال أبو الدرداء : الدنيا دار من لا دار له ، ولها يجمع من لا عقل له .

                                                                          وقال عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رجاء بن حيوة ، عن أبي الدرداء : إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن تبحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يتوقه ، وثلاثة لا ينالون [ ص: 474 ] الدرجات العلى : من تكهن أو استقسم أو رجع من سفره من طيرة . قال : وقال أبو الدرداء : يا أهل دمشق اسمعوا قول أخ لكم ناصح : ما لي أراكم تجمعون ما لا تأكلون ، وتبنون ما لا تسكنون ، وتأملون ما لا تدركون ، فإن من كان قبلكم جمعوا كثيرا ، وبنوا شديدا ، وأملوا طويلا ، فأصبح جمعهم بورا ومساكنهم قبورا وآمالهم غرورا .

                                                                          وقال أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي الدرداء : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا .

                                                                          وقال فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء : يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ويا رب شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا .

                                                                          وقال أبو سلمة الحمصي ، عن يحيى بن جابر ، عن أبي الدرداء : ألا رب منعم لنفسه وهو لها مهين ، ألا رب مبيض لثيابه وهو لدينه مدنس .

                                                                          وقال عقيل بن مدرك ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي الدرداء : أهل الأموال يأكلون ونأكل ، ويشربون ونشرب ، ويلبسون ونلبس ، ويركبون ونركب ، ولهم فضول أموال ينظرون إليها ، وننظر إليها معهم ، عليهم حسابها ونحن منها براء .

                                                                          وقال صفوان بن عمرو ، عن أبي اليمان الهوزني ، عن أبي الدرداء : الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت ولا نتمنى أنا مثلهم عند الموت ، ما أنصفنا إخواننا الأغنياء [ ص: 475 ] يحبوننا على الدين ، ويعادوننا على الدنيا .

                                                                          وقال صاحل المري ، عن جعفر بن زيد العبدي : أن أبا الدرداء لما نزل به الموت بكى ، فقالت له أم الدرداء : وأنت تبكي يا صاحب رسول الله ؟ قال : نعم ، وما لي لا أبكي ولا أدري على ما أهجم من ذنوبي .

                                                                          وقال إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء : أغمي على أبي الدرداء وبلال ابنه عنده ، فقال : اخرج عني ، ثم قال : من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ثم يغمى عليه ثم يفيق فيقولها حتى قبض .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : مات أبو الدرداء ، وكعب الأحبار في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من خلافته .

                                                                          وقال الواقدي ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو عبيد ، وغير واحد : مات سنة اثنتين وثلاثين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية