الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 322 ] 4487 - (خ ت س) : عمران بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن عمرو بن الحارث بن سدوس . ويقال : عمران بن حطان بن ظبيان بن معاوية بن الحارث بن سدوس . ويقال : عمران بن حطان بن قدامة بن عمرو بن لوذان بن الحارث بن سدوس . ويقال : عمران بن حطا بن ظبيان بن شهاب بن عمرو بن القين بن لوذان بن الحارث بن سدوس ، السدوسي أبو سماك ، ويقال : أبو شهاب ، ويقال : أبو دلان ، ويقال : أبو معفس البصري الخارجي .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عباس (خ س) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (خ س) ، وأبي موسى الأشعري ، وعائشة أم المؤمنين (خ د س) .

                                                                          روى عنه : صالح بن سرج الشني ، وأبو العلاء عمرو بن العلاء اليشكري ولقبه جرن ، والصحيح أن بينهما صالح بن سرج ، وقتادة ، ومحارب بن دثار ، ومحمد بن سيرين ويحيى بن أبي كثير [ ص: 323 ] (خ د س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة .

                                                                          وقال العجلي : بصري ، تابعي ، ثقة .

                                                                          وقال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج : ثم ذكر عمران بن حطان ، وأبا حسان الأعرج .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال أبو سلمة عن أبان بن يزيد : سألت قتادة ، فقال : كان عمران بن حطان لا يتهم في الحديث .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عم له رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها .

                                                                          وقال أيضا : حدثت عن الأصمعي ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن عثمان البتي ، قال : كان عمران بن حطان من أهل السنة فقدم غلام من عمان كأنه نصل ، فغلبه في مجلس .

                                                                          وقال محمد بن أبي رجاء : أخبرني رجل من أهل الكوفة ، قال : تزوج عمران بن حطان امرأة من الخوارج ليردها عن دين [ ص: 324 ] الخوارج فغيرته إلى رأي الخوارج ، وكانت من أجمل الناس وأحسنهم عقلا ، وكان عمران من أسمح الناس ، وأقبحهم وجها ، فقالت له ذات يوم : إني نظرت في أمري وأمرك فإذا أنا وأنت في الجنة . قال : وكيف ؟ قالت : لأني أعطيت مثلك فصبرت وأعطيت مثلي فشكرت ، فالصابر والشاكر في الجنة . قال : فمات عنها عمران فخطبها سويد بن منجوف السدوسي فأبت أن تزوجه ، وكان في وجهها خال كان عمران يستحسنه ويقبله ، فشدت عليه فقطعته ، وقالت : والله لا ينظر إليه أحد بعد عمران ، وما تزوجت حتى ماتت .

                                                                          وذكر أبو العباس المبرد أن اسمها حمزة وأنه قال لها خجلا : لا بل مثلي ومثلك كما قال الأحوص :


                                                                          إن الحسام وإن رثت مضاربه إذا ضربت به مكروهة قتلا

                                                                          فإياك والعود إلى ما قلت مرة أخرى .

                                                                          وقال محمد بن فضيل عن عبد الله بن شبرمة : سمعت الفرزدق يقول : عمران بن حطان من أشعر الناس . قلت له : لم ؟ قال : لأنه لو أراد أن يقول مثل ما قلنا لقال ، ولسنا نقدر أن نقول مثل قوله .

                                                                          وقال حلبس الكلبي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : لقيني عمران بن حطان ، فقال : يا أعمى إني عالم بخلافك غير أنك رجل تحفظ ، فاحفظ عني هذه الأبيات :


                                                                          حتى متى تسقى النفوس بكأسها     ريب المنون وأنت لاه ترتع
                                                                          [ ص: 325 ] أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى     وإلى المنية كل يوم تدفع
                                                                          أحلام نوم أو كظل زائل     إن اللبيب بمثلها لا يخدع
                                                                          فتزودن ليوم فقرك دائبا     واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع

                                                                          وقال أبو مسهر عن مزاحم بن زفر : كان سفيان الثوري ينشد هذين البيتين في الدنيا وهما لعمران بن حطان :


                                                                          أرى أشقياء القوم لا يسأمونها     على أنهم فيها عراة وجوع
                                                                          أراها وإن كانت تحب فإنها     سحابة صيف عن قليل تقشع

                                                                          قال أبو الحسين بن قانع : توفي سنة أربع وثمانين .

                                                                          روى له البخاري ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية