الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء


                                                                          4458 - (ع) : عمرو بن ميمون الأودي ، أبو عبد الله ، [ ص: 262 ] ويقال : أبو يحيى الكوفي من أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج : أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وروى عن : خزيمة بن ثابت (ق) ، وقيل بينهما أبو عبد الله الجدلي (ت) ، وعن الربيع بن خثيم (س) ، وسعد بن أبي وقاص (خ ت س) ، وسلمان بن ربيعة ، وعبد الله بن ربيعة السلمي (د س) ، وعبد الله بن عباس (ت س) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ت سي) ، وعبد الله بن مسعود (ع) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (م ت س) ، وعمر بن الخطاب (خ 4) ، ومعاذ بن جبل (خ م د ت س) ، ومعقل بن يسار (س ق) ، وأبي أيوب الأنصاري (س) ، وأبي ذر الغفاري (سي) ، وأبي عبد الله الجدلي (ت) ، وأبي مسعود الأنصاري البدري (سي ق) ، وأبي هريرة (سي) ، وعائشة أم المؤمنين (م 4) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن يزيد التيمي (ت ق) ، والحارث بن سويد التيمي (ق) ، وحصين بن عبد الرحمن (خ س) ، والحكم بن عتيبة ، وربعي بن حراش (س) ، والربيع بن خثيم (خ م ت س) ، وزياد بن الجراح (س) ، وزياد بن علاقة (م 4) ، وسعيد بن جبير (خ) ، وعامر الشعبي (م س) ، وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان [ ص: 263 ] الأودي (سي ق) ، وعبد الرحمن بن سابط (د) ، وعبد الملك بن عمير (خ ت س) ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعطاء بن السائب (ت) ، وعمرو بن مرة (د س) ، وعيسى بن حطان ، ومحمد بن السائب بن بركة المكي (سي) ، ومحمد بن سوقة ، ومهاجر أبو الحسن (بخ) ، وهلال بن يساف (خت س) ، ويزيد بن شريك والد إبراهيم التيمي (ق) ، وأبو إسحاق السبيعي (ع) ، وأبو بلج الفزاري (ت س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة . وكذلك قال النسائي .

                                                                          وقال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة ، جاهلي .

                                                                          وقال أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرضون بعمرو بن ميمون .

                                                                          وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبيه : كان عمرو بن ميمون إذا دخل المسجد فرؤي ذكر الله عز وجل .

                                                                          وقال شعبة ، عن أبي إسحاق : حج عمرو بن ميمون ستين من بين حجة وعمرة .

                                                                          [ ص: 264 ] وقال إسرائيل ، عن أبي إسحاق : حج مائة حجة وعمرة .

                                                                          وقال الأوزاعي عن حسان بن عطية ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون الأودي : قدم علينا معاذ اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشحر رافعا صوته بالتكبير أجش الصوت ، فألقيت عليه محبتي ، فما فارقته حتى حثوت عليه من التراب بالشام ميتا ، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده ، فأتيت عبد الله بن مسعود . وفي رواية : قال : صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود ، فسمعته يقول : عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة . ويرغب في الجماعة . ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول : سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة ، وصلوا معهم فإنها لكم نافلة . قال : قلت : يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثوننا ؟ قال : وما ذاك ؟ قلت : تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول لي : صل الصلاة وحدك وهي الفريضة ، وصل مع الجماعة وهي نافلة . قال : يا عمرو بن ميمون قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية ، تدري ما الجماعة ؟ قال : قلت : لا : قال : إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة . الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك . وفي رواية : قال : ويحك إن جمهور [ ص: 265 ] الناس فارقوا الجماعة . إن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل .

                                                                          قال حميد بن زنجويه : قال نعيم بن حماد في هذا الحديث ، يعني : إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ .

                                                                          وقال البخاري في " التأريخ " : سمع معاذ بن جبل باليمن ، وبالشام .

                                                                          قال : وقال نعيم بن حماد : حدثنا هشيم عن أبي بلج ، وحصين ، عن عمرو بن ميمون : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة فرجموها ، فرجمتها معهم . ورواه في " الصحيح " عن نعيم بن حماد ، عن هشيم ، عن حصين وزاد فيه : قد زنت .

                                                                          وقال شبابة بن سوار عن عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حطان : دخلت مسجد الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأودي جالس وعنده ناس فقال له رجل : حدثنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية قال : كنت في حرث لأهل اليمن ، فرأيت قرودا كثيرة قد اجتمعن ، قال : فرأيت قردا وقردة اضطجعا ، ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد واعتنقتها ، ثم ناما ، فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها ، فاستلت يدها من تحت رأس القرد ، ثم انطلقت معه غير بعيد فنكحها ، وأنا أنظر ، ثم رجعت إلى مضجعها . فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فانتبه القرد ، فقام إليها فشم دبرها ، [ ص: 266 ] فاجتمعت القردة فجعل يسير إليها ، فتفرقت القردة ، فلم ألبث أن جيء بذلك القرد بعينه ، أعرفه ، فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرمل ، فحفروا لهما حفيرة ، فجعلوهما فيها ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، والله لقد رأيت الرجم ، قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم .

                                                                          ورواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبي سلام وهو عبد الملك بن مسلم بن عيسى بن حطان ، عن عمرو بن ميمون . قال : قيل له : أخبرنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية . قال : رأيت الرجم في غير بني آدم ; إن أهلي أرسلوني في نخل لهم أحفظها من القرود ، فبينا أنا يوما في البستان إذ جاء القرود ، فصعدت نخلة ، فتفرقت القرود واضطجعوا ، فجاء قرد وقردة ، فاضطجعا فأدخلت القردة يدها تحت القرد فاستثقلا نوما ، فجاء قرد فغمز القردة إلى القرد ، فذهبت تدخل يدها في المكان الذي كانت فيه ، فانتبه القرد ، فقام فشم دبرها ، فصاح صيحة ، فاجتمعت القرود ، فقام واحد منهم كهيئة الخطيب ، فوجهوا في طلب القرد ، فجاؤوا به بعينه ، وأنا أعرفه ، فحفروا لهما فرجموهما .

                                                                          قال الهيثم بن عدي : توفي في ولاية الحجاج قبل الجماجم .

                                                                          وقال أبو نعيم ، ومحمد بن عبد الله بن نمير : مات سنة [ ص: 267 ] أربع وسبعين .

                                                                          وقال هارون بن حاتم : حدثنا أصحابنا قالوا : مات عمرو بن ميمون الأودي سنة أربع وسبعين .

                                                                          وقال الواقدي ، والمدائني ، ويحيى بن بكير : مات سنة أربع أو خمس وسبعين .

                                                                          وقال علي بن عبد الله التميمي : مات سنة أربع وسبعين ، وقائل يقول : سنة خمس وسبعين .

                                                                          وقال عمرو بن علي ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو عبيد : مات سنة خمس وسبعين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة ست وسبعين ، ويقال : سنة أربع .

                                                                          وقال في موضع آخر : سنة ست أو سبع وسبعين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية