الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4367 - (د س ق) : عمرو بن زائدة ، ويقال : عمرو بن قيس بن زائدة ، ويقال : زياد بن الأصم ، وهو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري المعروف بابن أم مكتوم الأعمى مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الأعمى المذكور في القرآن في قوله تعالى : عبس وتولى أن جاءه الأعمى وقيل : اسمه عبد الله ، والأول أكثر وأشهر ، وهو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين ، واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم .

                                                                          هاجر إلى المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وبعد مصعب بن عمير ، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاث عشرة مرة في الأبواء ، وبواط ، وذي العسيرة ، وفي خروجه [ ص: 27 ] إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر ، وفي غزوة السويق ، وغطفان ، وأحد ، وحمراء الأسد ، وبحران ، وذات الرقاع . واستخلفه حين سار إلى بدر ثم رد أبا لبابة واستخلفه عليها ، واستخلفه في حجة الوداع . وشهد القادسية وقتل بها شهيدا ، وكان معه اللواء يومئذ .

                                                                          وقال الواقدي : رجع من القادسية إلى المدينة ، فمات ولم يسمع له بذكر بعد عمر بن الخطاب .

                                                                          قال أبو عمر بن عبد البر : ذكر ذلك جماعة من أهل السير والعلم بالنسب والخبر . وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن مكتوم على المدينة مرتين ، فلم يبلغه ما بلغ غيره ، والله أعلم .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (د س ق) .

                                                                          روى عنه : أنس بن مالك ، وزر بن حبيش الأسدي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (د س) ، [ ص: 28 ] وعطية بن أبي عطية ، وأبو البختري الطائي ولم يدركه ، وأبو رزين الأسدي (د ق) .

                                                                          روى له أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، وداود بن ماشاذه ، وعفيفة بنت أحمد قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا محمد بن عمار الموصلي ، قال : حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن ابن أم مكتوم أنه قال : يا رسول الله ، إن المدينة كثيرة الهوام والسباع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تسمع : حي على الصلاة حي على الفلاح ؟ قال : نعم . قال : فحي هلا " .

                                                                          رواه أبو داود ، والنسائي عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ، عن أبيه ، عن سفيان الثوري ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          ورواه النسائي أيضا عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي ، عن قاسم بن يزيد ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          [ ص: 29 ] وأخبرتنا أمة الحق شامية بنت البكري ، قالت : أخبرنا عبد الجليل بن مندويه ، قال : أخبرنا نصر بن المظفر البرمكي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن أم مكتوم أنه قال : يا رسول الله إني كبير ضرير ولي غلام لا يلائمني فهل تجد لي من رخصة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " على أن تسمع النداء ؟ قال : نعم . قال : ما أجد لك من رخصة " .

                                                                          رواه أبو داود عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن عاصم ، فوقع لنا عاليا بدرجة .

                                                                          ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي أسامة ، عن زائدة ، عن عاصم ، فوقع لنا عاليا بدرجتين ، وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية