الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء


                                                                          4562 - (عخ ت س) : العلاء بن أبي حكيم الشامي ، وكان [ ص: 488 ] سيافا لمعاوية ، واسم أبي حكيم يحيى .

                                                                          روى عن : شفي بن ماتع الأصبحي ، ومعاوية بن أبي سفيان (عخ ت س) ، وعن رجل (ت س) ، عن أبي هريرة .

                                                                          روى عنه : أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد المدني ثم المصري (عخ ت س) .

                                                                          قال البخاري : يعد في الشاميين .

                                                                          وقال العجلي : شامي ، تابعي ، ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له البخاري في " أفعال العباد " والترمذي ، والنسائي ، وقد وقع لنا حديثه بعلو .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب بن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن إسماعيل الوراق ، قالا : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا حيوة [ ص: 489 ] ابن شريح ، قال : حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه عن شفي بن ماتع الأصبحي ، قال : قدمت المدينة فدلت المسجد ، فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : أبو هريرة ، فلما تفرق الناس دنوت منه فقلت : يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه فيه أحد من الناس ، فقال : أفعل ، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيه أحد من الناس . ثم نشغ نشغة فأفاق وهو يقول : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد من الناس . ثم نشغ الثانية فأفاق ، وهو يقول : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيه أحد من الناس . ثم نشغ الثالثة أو الرابعة ثم أفاق ، وهو يقول : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا البيت ليس معي فيه غيره ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان يوم القيامة ينزل الله إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية فأول من يدعى رجل جمع القرآن فيقول الله عز وجل له : عبدي ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي فيقول : بلى يا رب . فيقول : ماذا عملت فيما علمتك ؟ فيقول : يا رب كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ، فيقول الله له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت بل أردت أن يقال : فلان قارئ ، فقد قيل ذلك ، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء . ثم يؤتى بصاحب المال ، فيقول الله عز وجل له : عبدي ألم أنعم عليك ، ألم أفضل عليك ألم أوسع عليك ، أو نحوه ، فيقول : بلى [ ص: 490 ] يا رب فيقول : فماذا عملت فيما أتيتك ؟ فيقول : يا رب كنت أصل الرحم وأتصدق وأفعل وأفعل فيقول الله له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان جواد ، فقد قيل ذاك ، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء . ويدعى المقتول فيقول الله له : عبدي فيم قتلت ؟ فيقول : يا رب فيك وفي سبيلك ، فيقول الله له : كذبت وتقول الملائكة : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان جريء ، فقد قيل ذاك . اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء . قال أبو هريرة : ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على ركبتي ، ثم قال : يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة .

                                                                          قال حيوة أو أبو عثمان : فأخبرني العلاء بن أبي حكيم ، وكان سيافا لمعاوية ، أنه دخل عليه رجل - يعني على معاوية - فحدثه بهذا الحديث عن أبي هريرة ، قال الوليد : فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية رحمة الله عليه فحدثه هذا الحديث ، قال : فبكى معاوية فاشتد بكاؤه ، ثم أفاق وهو يقول : صدق الله ورسوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون .

                                                                          أخرجوه من حديث ابن المبارك ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وفيه [ ص: 491 ] قال : " أبو عثمان " بغير شك .

                                                                          وكذلك رواه عبد الله بن محمد بن أسماء ، وغير واحد عن ابن المبارك . ولم يذكره البخاري بطوله .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية