الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء


                                                                          4457 - (ع) : عمرو بن ميمون بن مهران الجزري ، أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن الرقي ، أخو عبد الأعلى بن ميمون [ ص: 255 ] ابن مهران . أمه أم عبد الله بنت سعيد بن جبير .

                                                                          روى عن : الحجاج بن فرافصة ، والحسن البصري ، وسليمان بن يسار (ع) ، وعامر الشعبي ، وأبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، وعبد الرحمن بن أبي الواصل الحضرمي ، وأبي حاضر عثمان بن حاضر (د ق) ، وعمر بن عبد العزيز ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومكحول الشامي ، وأبيه ميمون بن مهران (ق) ، ونافع مولى ابن عمر .

                                                                          روى عنه : أسباط بن محمد القرشي ، وبزيع الرقي والد أحمد بن بزيع وهو ابن أخيه ، وبشر بن المفضل ، وجعفر بن برقان ، والحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش ، وزهير بن معاوية (خ د س) ، وسعد بن الصلت البجلي قاضي شيراز ، وسفيان الثوري (ق) ، وسليم بن أخضر (د) ، وسوار بن عبد الله بن قدامة العنبري القاضي الكبير ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعباد بن العوام ، وابنه عبد الله بن عمرو بن ميمون بن مهران ، وعبد الله بن المبارك (خ م س) ، وابن أخيه عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران ، وعبد الرحمن بن سوار ، وعبد الرحمن بن مالك بن مغول ، وعبد الواحد بن زياد (خ م) ، وعبدة بن سليمان (ق) ، وعلي بن الحسن الحلبي ، وعنبسة بن سعيد البصري أخو أبي الربيع السمان ، والفضل بن موسى السيناني ، وقدامة بن موسى ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (د) ، وهو من أقرانه ، ومحمد بن بشر العبدي (م) ، ومحمد بن مروان السدي الصغير ، والهيثم بن عدي ، [ ص: 256 ] والوليد بن مسلم ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م) ، ويزيد بن زريع (خ) ، ويزيد بن هارون ، وأبو بكر بن عياش (ق) ، وأبو معاوية الضرير (ت) .

                                                                          قال أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الميموني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : جدك عمرو بن ميمون ليس به بأس .

                                                                          وقال أيضا : تذاكرنا أنا وأبو عبد الله بن حنبل ميمونا ، فقال : ما كان أكبره في الورع . قلت : عمرو ؟ قال : ميمون الآن أشهر عند الناس من عمرو . قلت له : حدثنا أبي أن عمرا لم يكن يقبل الهدية . فقال : لعلها أن تكون من ناحية السلطان .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، وعثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : شيخ صدوق .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة إن شاء الله .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني أيضا : حدثت أبا عبد الله بن [ ص: 257 ] حنبل ، قلت : حدثني أبي ، قال : لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر ، قلت : يا عم لو سألت أمير المؤمنين أبا جعفر أن يقطعك قطيعة . قال : فسكت عني ، فلما ألححت عليه قال : يا بني إنك تسألني أن أسأله شيئا قد ابتدأني هو به غير مرة ولقد قال لي يوما : يا أبا عبد الله إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة وأن أحبابي من أهلي وولدي يسألونني ذلك فآبى عليهم فما يمنعك أن تقبلها ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين إني رأيت هم الرجل على قدر انتشار ضيعته ، وأنه يكفيني من همي ما أحاطت به داري ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل . قال : قد فعلت . فقال لي ابن حنبل : أعده علي . فأعدته عليه حتى حفظه .

                                                                          وقال أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران : ما أحد من الناس أحب إلي من عمرو ، ولأن يموت أحب إلي من أن أراه على عمل .

                                                                          وقال منصور بن أبي مزاحم ، عن أبي بكر بن نوفل بن الفرات العقيلي : قيل لميمون بن مهران : كيف عبد الأعلى ابنك ؟ قال : نعم الرجل عمرو .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أبيه : سمعت عمي يقول : لو علمت أنه بقي علي حرف من السنة باليمن لأتيتها .

                                                                          [ ص: 258 ] وقال أيضا : سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو ، وقال : عندنا مصحف من كتابه . قال : وسمعت أبي يقول : ما برى إلا قلمين فما غيرهما حتى فرغ منه . هذا المعنى إن شاء الله .

                                                                          وقال أيضا : حدثني أبي ، قال : ما سمعت عمرا اغتاب أحدا قط أو قال : غابه ، ولقد ذكر عنده يوما رجل فلم يجد فيه شيئا يذكره به يعني من الخير ، فقال : إنه لحسن الأكل . وقال : سمعت أبي يقول : لما مات ميمون اشتد جزع أم عبد الله بنت سعيد بن جبير عليه وكانت زوجته فعزاها عمرو ، فقال : يا أمة احمدي الله عز وجل ، خرج من الدنيا سالما لم يصب في سنه ولا في عينه يعني : ولا في بدنه . ذا المعنى .

                                                                          قال : وحدثني أبي ، قال : رباني عمرو صغيرا ، قال : فربما قال لي : أي بني أيما أحب إليك أقرأ لك سورة أو أحدثك أحدوثة ، فربما قرأ (الحمد) وربما قلت له أحدوثة . قال : فحدثني أن رجلا كان رقاء فسمع بحية عظيمة في موضع من المواضع ، فأتاها فرقاها حتى أخذها ثم جعلها في جوالق ضخم وحملها على حمار ، فلما كان ببعض الطريق أعيي الرجل فمال إلى شجرة فطرح الجوالق ووضع رأسه ثم نام ، فاستيقظ فإذا الحية قد قرضت الجوالق ثم أتت قدميه فابتلعتهما فأقبل يرقيها وهي تبتلعه حتى غيبته في جوفها . قال [ ص: 259 ] الميموني : وأكبر علمي أن أبي حدثني بهذا . وقال : حدثني أبي ، قال : سمعت عمي عمرا يقول - وكان بالكوفة - : بلغني أنه يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ، فأحب أن أموت بها ، فمات ودفناه بها . إلى هنا عن أبي الحسن الميموني .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو محمد الأبهري ، قال : أنبأنا أبو الفتح ابن المندائي ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن المزرفي ، قال : حدثنا أبو الحسين بن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو أحمد بن جامع الدهان ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني ، قال : حدثنا أبو الحسن الميموني ، فذكره .

                                                                          وقال هلال بن العلاء : مات بالرقة ، وكان يؤدب . بحصن مسلمة .

                                                                          قال محمد بن سعد عن الواقدي ، وأبو عبيد ، وخليفة بن خياط : مات سنة خمس وأربعين ومائة .

                                                                          وحكى البخاري عن ابن ابنه موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران أنه مات سنة سبع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني : أظنه مات سنة ثمان وأربعين [ ص: 260 ] ومائة .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : وجه يعني ميمون بن مهران عمرا إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية الجزيرة فلم يعفه وولى عمرا البريد وهو ابن نيف وعشرين سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرنا عمرو بن ميمون بن مهران ، عن سليمان بن يسار ، عن عائشة أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          أخرجوه من غير وجه عنه أتم من هذا ، وقد وقع لنا عاليا من روايته ، وليس له عند البخاري . ومسلم والترمذي والنسائي غيره . وقد وقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا بدرجة .

                                                                          [ ص: 261 ] أخبرنا به أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، وخليل بن أبي الرجاء الراراني ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي . (ح) : قال أبو نعيم : وحدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري ، قال : حدثنا الحارث بن محمد بن أبي سلمة . قالا : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران ، قال : حدثنا سليمان بن يسار ، قال : حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب ثوبه المني غسله . قالت : فكأني أنظر إلى البقع في ثوبه من أثر الغسل .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية