الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 399 ] 4527 - (س) : عميرة بن أبي ناجية ، واسمه حريث ، الرعيني ، أبو يحيى المصري مولى حجر بن رعين ثم لبني بدر .

                                                                          روى عن : بكر بن سوادة (س) ، ورزيق بن حكيم الأيلي ، وعبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن أبي حبيب ، وأبيه أبي ناجية .

                                                                          روى عنه : بكر بن مضر ، وحيوة بن شريح ، ورشدين بن سعد ، وسعيد بن زكريا الآدم ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن وهب ، وأبو شريح عبد الرحمن بن شريح والليث بن سعد (س) ، ويحيى بن أيوب .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان ناسكا متعبدا يقال : إن أباه أبا ناجية كان روميا يدعى حريثا .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى بن وزير ، عن ابن وهب : كان عميرة بن أبي ناجية من العباد وكان بمنزلة النائحة إذا قرأ يبكي وإذا سجد [ ص: 400 ] يبكي وإذا سكت عن القراءة وفرغ من الصلاة جلس يبكي وكان يزيد بن حاتم الأمير يسأل عنه ويقول : ما فعلت الثكلى ! ؟ .

                                                                          وقال سليمان بن داود المهري : سمعت سعيدا الآدم يقول : قال رجل لعميرة بن أبي ناجية : لو استترت عن الناس من هذا البكاء ، فقال له عميرة : من أخلص لله علمه فعلى الله جزاؤه .

                                                                          وقال المهري أيضا ، عن ابن وهب : سمعت عميرة بن أبي ناجية يقول : ركب معنا سعيد بن أبي فقيه في مركب يريد الغزو فسجد سجدة فنام في سجدته ، فاحتلم وهو ساجد . قال ابن وهب : فقال لي عميرة : يا ابن أخي لو نام لكان أفضل . ثم قال لي عميرة : ابن أخي إن لكل عمل جهازا فالمرء يؤجر على جهازه للغزو ويؤجر على جهازه للحج ، وجهاز الصلاة النوم لها فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي .

                                                                          وقال المهري أيضا : سمعت سعيدا الآدم يقول : دعا عميرة ابن أبي ناجية يتيما فأطعمه وسقاه ودهن رأسه وقال : اللهم أشرك والدي في هذا ، فنام فرأى في نومه أبويه ومعهما ذلك اليتيم يقولان : يا بني ما أعظم بركة هذا اليتيم علينا .

                                                                          وقال أيضا : سمعت سعيدا الآدم يقول : مر عميرة بن أبي ناجية بقوم يتمارون في المسجد في مسألة ، قد علت أصواتهم ، [ ص: 401 ] فقال : هؤلاء قوم قد ملوا العبادة وأقبلوا على الكلام ، اللهم أمت عميرة . قال : فمات عميرة من عامه ذلك في الحج ، فرأى إنسان في النوم هاهنا كأنه يقال له : مات في هذه الليلة نصف الناس . وفي رواية : أعف الناس . قال : فعرفت تلك الليلة فجاء فيها موت عميرة بن أبي ناجية سنة ثلاث وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى بن وزير : توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة ببطن بحر منصرفا من الحج ، وكانت له عبادة وفضل .

                                                                          وقال ابن حبان : مات سنة إحدى وخمسين ومائة .

                                                                          روى له النسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية