الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 356 ]

                                                                          4505 - (ع) : عمران بن ملحان ، ويقال : ابن تيم ، ويقال : ابن عبد الله ، أبو رجاء العطاردي البصري . أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ، وأسلم بعد الفتح وأتى عليه مائة وعشرون سنة وقيل : أكثر من ذلك .

                                                                          روى عن : سمرة بن جندب (خ م ت س) ، وعبد الله بن عباس (خ م ت س) ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وعمران بن حصين (ع) ، وعائشة أم المؤمنين وشهد معها وقعة الجمل .

                                                                          روى عنه : أيوب السختياني (م) ، وجرير بن حازم (خ م) ، والجعد أبو عثمان (خ م س) ، وأبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي (م) ، والحسن بن ذكوان (خ د ت ق) ، وحماد بن نجيح [ ص: 357 ] (خت س) ، وخالد الحذاء ، وسعيد بن أبي عروبة (م) ، وسلم بن زرير (خ م) ، وصخر بن جويرية (س) ، وعباد بن منصور ، وعبد الله بن عون ، وعثمان الشحام ، وأبو العلاء عمرو بن العلاء اليشكري ولقبه جرن ، وعمران بن مسلم القصير (خ م) ، وعوف الأعرابي (خ م د ت س) ، وقرة بن خالد السدوسي ، ومهدي بن ميمون (خ) ، وأبو الحارث الكرماني (بخ) ، وأبو عمرو بن العلاء النحوي المقرئ .

                                                                          قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ، وأبو زرعة : ثقة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن عمرو بن عاصم : حدثنا أبو الأشهب ، قال : كان أبو رجاء يختم في شهر رمضان في كل عشر ليال مرة .

                                                                          قال محمد بن سعد : وكان ثقة في الحديث ، وله رواية وعلم بالقرآن وأم قومه في مسجدهم أربعين سنة ، فلما مات أمهم بعده أبو الأشهب أربعين سنة ، وتوفي في بعض الروايات في خلافة عمر بن عبد العزيز . قال : وأما محمد بن عمر ، فقال : سنة سبع [ ص: 358 ] عشرة ومائة .

                                                                          قال : وهذا عندي وهل .

                                                                          وقال البخاري : يقال مات قبل الحسن والفرزدق الشاعر ، ومات الحسن سنة عشر ومائة .

                                                                          وقال محمد بن يحيى الذهلي : مات قبل الحسن ، لا أدري في أي السنين ، غير أني أتوهمه سنة سبع ومائة ، وصلى عليه الحسن وشهده الفرزدق .

                                                                          وقال أبو حاتم : جاهلي فر من النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم بعد الفتح ، وكان أتى عليه مائة وعشرون سنة ، وقال : أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شاب .

                                                                          وقال البخاري : قال أشعث بن سوار : بلغ سبعا وعشرين ومائة سنة .

                                                                          وقال سعيد بن عامر الضبعي ، وعمرو بن علي : بلغ ثلاثين ومائة سنة .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : كان ثقة ، وكان فيه غفلة ، وكانت له عبادة وعمر عمرا طويلا أزيد من مائة وعشرين سنة . مات سنة خمس ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك .

                                                                          [ ص: 359 ] ذكر الهيثم بن عدي ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : اجتمع في جنازة أبي رجاء العطاردي الحسن البصري ، والفرزدق ، فقال الفرزدق للحسن : يا أبا سعيد يقول الناس : اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس ، فقال الحسن : لست بخير الناس ولست بشرهم ، ولكن ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم انصرف الفرزدق ، فقال :


                                                                          ألم تر أن الناس مات كبيرهم وقد كان قبل البعث بعث محمد     ولم يغن عنه عيش سبعين حجة
                                                                          وستين لما بات غير موسد     إلى حفرة غبراء يكره وردها
                                                                          سوى أنها مثوى وضيع وسيد     ولو كان طول العمر يخلد واحدا
                                                                          ويدفع عنه غيب عمر عمرد     لكان الذي راحوا به يحملونه
                                                                          مقيما ولكن ليس حي بمخلد نروح ونغدو والحتوف أمامنا     
                                                                          يضعن لنا حتف الردى كل مرصد

                                                                          وقد قيل لي ماذا تعد لما ترى     ففيه إذا ما قال غير مفند
                                                                          فقلت له : أعددت للبعث والذي     أزاد به أني شهدت بأحمد
                                                                          وأن لا إله غير ربي هو الذي     يميت ويحيي يوم بعث وموعد
                                                                          فهذا الذي أعددت لا شيء غيره     وإن قلت لي أكثر من الخير وازدد
                                                                          فقال لقد أعصمت بالخير كله     تمسك بهذا يا فرزدق ترشد

                                                                          [ ص: 360 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية