الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4946 - (س) : كثير بن الصلت بن معدي كرب بن وكيعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندي، أبو عبد الله المدني، أخو زبيد بن الصلت وعبد الرحمن بن الصلت.

                                                                          قيل : إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          روى عن : زيد بن ثابت (س) ، وسعيد بن العاص الأموي ، [ ص: 128 ] وعثمان بن عفان ، وعمر بن الخطاب ، وأبي بكر الصديق .

                                                                          روى عنه : أبو غلاب يونس بن جبير الباهلي (س) ، وأبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف ، وكان كاتبا لعبد الملك بن مروان على الرسائل.

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وقال : أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس، قال : حدثنا سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه عمر بن الخطاب كثيرا .

                                                                          وقال أبو عوانة الإسفراييني : حدثني مسرور بن نوح أبو قيس، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال : حدثني عبد الرحمن بن المغيرة، قال : حدثني الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وأن مطيع بن الأسود كان اسمه العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا، وأن أم عاصم بن عمر كان اسمها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة، وكان يتفاءل بالاسم .

                                                                          وقال خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل المدينة : كثير وزبيد ابنا الصلت، كان عدادهم في بني جمح، وتحولوا إلى العباس بن عبد المطلب.

                                                                          وقال محمد بن سعد بعد أن ساق نسبه إلى كندة كما [ ص: 129 ] تقدم : وإنما سمي الحارث الولادة لكثرة ولده، وسمي حجر القرد، والقرد في لغتهم الندي الجواد، والحارث الولادة هو أخو حجر بن عمرو آكل المرار والملوك الأربعة : مخوس، ومشرح، وجمد، وأبضعة بنو معدي كرب، وهم عمومة زبيد وكثير ابني الصلت، وكانوا وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس، فأسلموا، ورجعوا إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النجير، وإنما سموا ملوكا؛ لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه.

                                                                          وهاجر كثير، وزبيد، وعبد الرحمن بنو الصلت إلى المدينة فسكنوها، وحالفوا بني جمح بن عمرو بن هصيص، فلم يزل ديوانهم ودعوتهم معهم، حتى كان زمن المهدي أمير المؤمنين، فأخرجهم من بني جمح، وأدخلهم في حلفاء العباس بن عبد المطلب، فدعوتهم اليوم معهم، وعمالهم بعد في بني جمح.

                                                                          قال محمد بن سعد : قال محمد بن عمر : وولد كثير بن الصلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر، وعثمان، وزيد بن ثابت وغيرهم، وكان له شرف وحال جميلة في نفسه، وله دار كبيرة بالمدينة في المصلى، وقبلة المصلى في العيدين، وهي تشرع على بطحان الوادي الذي في وسط المدينة.

                                                                          وقال العجلي : كثير بن الصلت مدني، تابعي، ثقة.

                                                                          [ ص: 130 ] وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          روى له النسائي حديثا واحدا، وقد وقع لنا بعلو عنه.

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل، قال : أخبرنا ابن الحصين، قال : أخبرنا ابن المذهب، قال : أخبرنا ابن القطيعي، قال، حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن كثير بن الصلت، قال : كان سعيد بن العاص، وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف، فمروا على هذه الآية، فقال زيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" فقال عمر : لما نزلت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : أكتبنيها، قال شعبة : فكأنه كره ذلك، فقال عمر : ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم ".

                                                                          رواه عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          ورواه من وجه عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن [ ص: 131 ] ابن أخي كثير بن الصلت، قال : كنا عند مروان وفينا زيد بن ثابت، فذكر معناه.

                                                                          وروي عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال : نبئت عن كثير بن الصلت.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية