الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5086 - (ع) : محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي، أبو بكر البصري بندار، وإنما قيل له : بندار؛ لأنه كان بندارا في الحديث، والبندار : الحافظ.

                                                                          جمع حديث بلده .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير (ت س ق) ، وأزهر بن سعد السمان (د) ، وأمية بن خالد (م) ، وبدل بن المحبر (د) ، وبشر بن الوضاح (تم) ، وبهز بن أسد (م س) ، وجعفر بن عون (خ ت) ، وحجاج بن منهال (د ت س) ، وحرمي بن عمارة (خ) ، وحماد بن [ ص: 512 ] مسعدة (م 4) ، وخالد بن الحارث ، وروح بن عبادة (خ م ت ق) ، وسالم بن نوح (م) ، وأبي زيد سعيد بن الربيع الهروي (م) ، وسعيد بن عامر الضبعي (سي) ، وسهل بن يوسف (خ ت س) ، وصفوان بن عيسى (ت س ق) ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد (م د ت ق) ، وعباد بن ليث الكرابيسي (ت ق) وعباد بن موسى ، وعبد الله بن حمران (خت) ، وعبد الله بن داود الخريبي (س ق) ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى (خ م ت) ، وعبد الحميد بن عبد الواحد الغنوي (د) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ع) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث (خ ت) ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي (ت س ق) ، وعبد الملك بن الصباح المسمعي (خ م ق) ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (خ م ت س ق) ، وعثمان بن عمر بن فارس (خ ت ق) ، وعفان بن مسلم (ت س) ، وعمر بن علي بن مقدم (س ق) ، وعمر بن يونس اليمامي (ت ق) ، وعمرو بن عاصم الكلابي (ت س ق) ، وأبي قطن عمرو بن الهيثم (س) ، والعلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري (ت ق) ، وقريش بن أنس (د) ، وكثير بن هشام (ق) ، ومحمد بن بكر البرساني (م ت ق) ، ومحمد بن جعفر غندر (ع) ، ومحمد بن الحارث الحارثي (ق) ، ومحمد بن خالد بن عثمة (ت ق) ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (خ 4) ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، ومحمد بن أبي عدي (ع) ، ومحمد بن عرعرة (م) ، ومحمد بن يزيد بن خنيس المكي (ت ق) ، ومرحوم بن عبد العزيز العطار (ت س ق) ، ومعاذ بن معاذ (خ) ، ومعاذ بن هانئ (ت ق) ، ومعاذ بن هشام الدستوائي (خ م ت) ، ومعتمر بن سليمان ، ومعدي [ ص: 513 ] ابن سليمان (ت ق) ، ومكي بن إبراهيم البلخي (ت) ، ومؤمل بن إسماعيل (ت س ق) ، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (ت س ق) ، ووكيع بن الجراح ، ووهب بن جرير بن حازم (د ت ق) ، ويحيى بن حماد (م ت) ، ويحيى بن سعيد القطان (ع) ، ويحيى بن كثير العنبري (د س) ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون (خ ت س) ، ويوسف بن يعقوب الضبعي (ت س ق) ، وأبي أحمد الزبيري (ت ق) ، وأبي بكر الحنفي (ع) ، وأبي داود الطيالسي (خت م) ، وأبي عامر العقدي (خ ت سي ق) ، وأبي علي الحنفي (سي ق) ، وأبي هشام المخزومي (م قد س ق) ، وأبي همام الدلال (د) ، وأبي همام الأهوازي (س) .

                                                                          روى عنه : الجماعة وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي (س) ، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ، وإسماعيل بن نفيل البغدادي الخلال ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وجعفر بن أحمد الشاماتي ، والحسن بن علي بن نصر الطوسي ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وزكريا بن يحيى السجزي (سي) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي المروزي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وعبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وعبد الله بن محمد بن ياسين ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، والقاسم بن زكريا المطرز ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق [ ص: 514 ] الثقفي السراج ، ومحمد بن إسماعيل البصلاني البغدادي ، ومحمد بن المسيب الأرغياني ، ويحيى بن محمد بن صاعد .

                                                                          قال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي المروزي : سمعت بندارا يقول : أردت الخروج - يعني السفر - في طلب الحديث، فمنعتني أمي، فأطعتها فبورك لي فيه.

                                                                          وقال أبو بكر بن خزيمة : سمعت بندارا يقول : اختلفت إلى يحيى بن سعيد القطان - ذكر أكثر من عشرين سنة - قال بندار : ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا، هذا معنى حكايته.

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا، وهو أثبت من بندار، ثم قال : لولا سلامة في بندار ترك حديثه.

                                                                          وقال إسحاق بن إبراهيم القزاز : كنا عند بندار فقال في حديث عن عائشة، قال : قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل يسخر منه : أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال : كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة، فقال : قد بان ذاك عليك! [ ص: 515 ]

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن سيار : سمعت أبا حفص عمرو بن علي يحلف أن بندارا يكذب فيما يروي عن يحيى.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا موسى وكان صنف حديث داود بن أبي هند، ولم يكن بندار صنفه، فسمعت أبا موسى يقول : منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه، يعني به بندارا.

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سمعت أبي وسألته عن حديث رواه بندار، عن ابن مهدي، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "تسحروا؛ فإن في السحور بركة" فقال : هذا كذب، حدثني أبو داود موقوفا، وأنكره أشد الإنكار.

                                                                          وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ : حدثنا محمد بن جعفر المطيري، قال : حدثنا عبد الله ابن الدورقي ، [ ص: 516 ] قال : كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.

                                                                          قال ابن الدورقي : ورأيت القواريري لا يرضاه، وقال : كان صاحب حمام.

                                                                          قال أبو الفتح الأزدي : بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا ذكره إلا بخير وصدق.

                                                                          وقال عبد الله بن محمد بن سيار أيضا : أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج؛ لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب.

                                                                          قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب : وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.

                                                                          وقد أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قال : سمعت أبا أحمد محمد بن الحسين الشيباني يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول : سمعت بندارا يقول : ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجته.

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني، قال : أخبرنا أبو اليمن [ ص: 517 ] الكندي، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ، فذكره.

                                                                          وبه قال : أخبرنا البرقاني، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر البوشنجي، قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، قال : حدثنا الإمام محمد بن بشار بندار.

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قال : سمعت أبا أحمد يوسف بن محمد الطوسي يقول : سمعت محمد بن المسيب يقول : سمعت محمد بن بشار يقول : قد كتب عني خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثماني عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان، وأطعمتهم الرطب، وحدثتهم.

                                                                          وقال العجلي : بندار بصري، ثقة، كثير الحديث، وكان حائكا.

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق.

                                                                          وقال النسائي : صالح لا بأس به.

                                                                          وقال أبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني : كان أهل البصرة يقدمون أبا موسى على بندار، وكان الغرباء يقدمون [ ص: 518 ] بندارا على أبي موسى.

                                                                          وقال محمد بن المسيب : لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى ، فقال : يا أبا موسى البشرى! مات بندار! قال : جئت تبشرني بموته؟! علي ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث، فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما، ولم يحدث بحديث، ومات.

                                                                          قال محمد بن إسحاق الثقفي السراج : سمعت أبا سيار يقول : سمعت بندارا يقول : ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.

                                                                          وقال البخاري، وإبراهيم بن محمد الكندي، وأبو حاتم بن حبان : مات في رجب سنة ثنتين وخمسين ومائتين.

                                                                          وقال ابن حبان : كان يحفظ حديثه، ويقرؤه من حفظه.

                                                                          وقال في ترجمة أبي موسى : كان مولده ومولد بندار في سنة واحدة.

                                                                          [ ص: 519 ]

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية