الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4989 - (بخ د ت س) : كلدة بن الحنبل، ويقال : ابن عبد الله بن الحنبل بن مالك، ويقال : ابن مليك بن عائقة بن كلدة الجمحي أخو عبد الرحمن بن الحنبل .

                                                                          قال هشام بن محمد بن الكلبي : وهما من اليمن ممن سقط إلى مكة، ولم تسم لنا قبيلتهما.

                                                                          وقال محمد بن إسحاق، والواقدي، وغيرهما : كان كلدة بن الحنبل أخا صفوان بن أمية لأمه، أمهما صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

                                                                          وقال الهيثم بن عدي، وابن الكلبي : كلدة بن الحنبل ابن أخي صفوان بن أمية لأمه، وقالا : كان الحنبل مولى لمعمر [ ص: 207 ] ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان أخا صفوان بن أمية لأمه.

                                                                          وشهد الحنبل مع صفوان يوم حنين، فلما انهزم المسلمون، قال الحنبل : بطل سحر ابن كبشة اليوم، فقال له صفوان : فض الله فاك؛ لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.

                                                                          وقال الواقدي : وهو أسود من سودان مكة.

                                                                          وقال ابن الكلبي في موضع آخر : أم صفوان بن أمية بن خلف صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وليس كلدة بأخيه ولكنه ابن أخته صفية بنت أمية بن خلف، لها : كلدة، وعبد الرحمن ابنا الحنبل بن مليك وهما من العرب ممن سقط إلى مكة، وكان كلدة متصلا بصفوان بن أمية بهذه القرابة، يخدمه، لا يفارقه في سفر ولا حضر، ثم أسلم بإسلام صفوان، ولم يزل مقيما بمكة إلى أن توفي بها.

                                                                          وقال محمد بن سعد : قول الواقدي : إنه أخو صفوان بن أمية، الأصوب، وهو قول أهل المدينة كلهم.

                                                                          وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : كان كلدة، وعبد الرحمن ابنا حنبل بن مليك من أهل اليمن، نزع أبوهم إلى مكة، وكان عدادهما في بني جمح، وهما [ ص: 208 ] ابنا صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عم معمر بن حبيب بن وهب، وصديقا له، ونديما، فزعموا أنه شرب معه يوما فمرت ابنته صفية بنت معمر، فقال له أمية بن خلف : من هذه؟ قال : ابنتي، قال : زوجنيها، فزوجه إياها، فولدت له صفوان بن أمية، فوقع بين أمية وبين معمر شر فجحدها، وقال : ما هي ابنتي، فطلقها أمية بن خلف آنفة حين انتفى منها، فغضب معمر، فزوجها حنبل بن مليك، فولدت له : كلدة، وعبد الرحمن، وهما من مسلمة الفتح، وقتل عبد الرحمن مع علي بصفين، وليس لكلدة بن حنبل غير هذا الحديث، يعني : حديث اللبن والجداية والضغابيس.

                                                                          وقال عبد الله بن محمد القدامي عن رجاله في كتابه الذي صنفه في "فتوح الشام" : وعبد الرحمن هو أخو كلدة بن الحنبل، وهما أخوا صفوان بن أمية لأمه، أمهم جميعا صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

                                                                          وذكر البخاري أن كلدة بن الحنبل أسلمي، فالله أعلم.

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : كلدة بن الحنبل، ويقال : كلدة [ ص: 209 ] ابن عبد الله بن الحنبل، والصواب كلدة بن الحنبل. روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (بخ د ت س) .

                                                                          روى عنه : أمية بن صفوان بن أمية (بخ د ت س) ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية (بخ د ت س) .

                                                                          روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وقد وقع لنا حديثه عاليا جدا.

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق بن الدرجي، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، وداود ابن ماشادة، وعفيفة بنت أحمد، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا أحمد بن الحسن المصري الأيلي، قال : حدثنا أبو عاصم، قال : حدثنا ابن جريج، قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره أن كلدة بن حنبل أخبره أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن وجداية وضغابيس، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال : فدخلت فلم أستأذن ولم أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اخرج فقل : السلام عليكم، أأدخل؟" وذلك بعدما أسلم صفوان.

                                                                          قال أبو عاصم : الضغابيس : بقلة تكون بالبادية.

                                                                          [ ص: 210 ] رواه أحمد بن حنبل، والبخاري عن أبي عاصم، فوافقناهما بعلو.

                                                                          ورواه أبو داود عن محمد بن بشار، عن أبي عاصم، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين.

                                                                          ورواه أيضا عن يحيى بن حبيب، عن روح، عن ابن جريج.

                                                                          ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع، عن روح، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج.

                                                                          ورواه النسائي عن يوسف بن سعيد، عن حجاج، عن ابن جريج، فوقع لنا كذلك.

                                                                          وذكروا فيه حديث عمرو بن أبي سفيان، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن كلدة، ولم يذكروا تفسير أبي عاصم للضغابيس.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية