الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5085 - (م) : محمد بن أبي أيوب، ويقال : ابن أيوب، أبو عاصم الثقفي الكوفي .

                                                                          [ ص: 509 ] روى عن : عامر الشعبي ، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني ، والقاسم أبي عبد الرحمن الشامي ، وقيس بن مسلم الجدلي ، ومحمد بن عبد الله بن قارب الثقفي ، وأبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي ، وهلال الوزان ، ويزيد الفقير (م) ، وأبي صادق .

                                                                          روى عنه : خلاد بن يحيى ، وطلحة بن يحيى الزرقي ، وعبد الله بن إدريس ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (م) ، ووكيع بن الجراح .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ، وأبو زرعة : أبو عاصم الثقفي ثقة. زاد أحمد : شيخ.

                                                                          وقال أبو حاتم : صالح. روى عنه خلاد بن يحيى، وكان يقول : حدثنا محمد بن أيوب الثقفي، ويغلط في اسم أبيه، وإنما هو محمد بن أبي أيوب.

                                                                          [ ص: 510 ]

                                                                          روى له مسلم حديثا واحدا، وقد وقع لنا عنه عاليا جدا.

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي الخير، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال، قال : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا محمد بن أبي أيوب أبو عاصم الثقفي، قال : حدثني يزيد الفقير، قال : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج وكنت شابا، فخرجنا عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جالس إلى سارية، وإذا هو قد ذكر الجهنميين.

                                                                          فقلت له : يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول : إنك من تدخل النار فقد أخزيته و كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها فما هذا الذي تقولون؟ قال : أي بني تقرأ القرآن؟ قلت : نعم. قال : فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من النار من يخرج؟! ثم نعت وضع الصراط وممر الناس عليه، فأخاف أن لا أكون حفظت ذلك، غير أنه ذكر أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال : فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، فيدخلون نهرا من أنهار الجنة، فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنهم القراطيس.

                                                                          قال : فرجعنا، فقلنا : ويحكم! ترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال : والله ما خرج منا غير واحد
                                                                          .

                                                                          رواه عن حجاج بن الشاعر، عن أبي نعيم، فوقع لنا بدلا [ ص: 511 ] عاليا بدرجتين.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية