الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5007 - [تمييز] كيسان بن عبد الله بن طارق اليماني ثم الشامي، أبو نافع الدمشقي، والد نافع بن كيسان .

                                                                          له حديثان : أحدهما يرويه عبد الله بن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان، عن أبيه "أنه كان يتجر في الخمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل من الشام ومعه خمر في زقاق يريد به التجارة..." الحديث في تحريم الخمر وتحريم بيعها.

                                                                          والآخر يرويه الوليد بن مسلم، عن ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ينزل عيسى بن مريم عند باب دمشق الشرقي ".

                                                                          قال الحافظ أبو القاسم في "تأريخ دمشق" : وقد أخطأ ابن منده في كتابه خطأ فاحشا، فقال : كيسان بن عبد الله بن طارق، وقيل : ابن بشر، عداده في أهل الحجاز، روى عنه ابناه نافع، وعبد الرحمن.

                                                                          وساق في الترجمة هذا الحديث، يعني حديث تحريم الخمر، وحديث عبد الرحمن عن أبيه كيسان ، قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالبئر العليا في ثوب ".

                                                                          وهما اثنان : كيسان أبو عبد الرحمن غير كيسان أبي نافع، أحدهما مديني، والآخر [ ص: 240 ] دمشقي، وقد فرق بينهما البخاري في تأريخه، وابن أبي حاتم في كتابه، والبغوي في معجمه، إلا أن ابن أبي حاتم قال في نسب أبي نافع : كيسان بن عبد الله بن طارق، وحكى ذلك عن ابن لهيعة.

                                                                          وما قالوه أولى بالصواب من قول ابن منده، والله أعلم.

                                                                          غير أن ابن أبي حاتم فرق بين كيسان راوي حديث الخمر وبين كيسان راوي حديث نزول عيسى، وذكر أن كل واحد منهما روى عنه ابنه نافع، وأن الصواب في راوي حديث عيسى نافع بن كيسان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحكاه عن أبيه أبي حاتم، ولم يصنع شيئا؛ فإن قول من روى عن الوليد بن مسلم، عن ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه مع ما يعضده من رواية سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، بحديث آخر - أولى من قول من أتى بخلاف ذلك، والله أعلم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية