الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4954 - (د) : كثير بن قليب بن موهب الصدفي المصري [ ص: 147 ] الأعرج، شهد فتح مصر .

                                                                          روى عن : عقبة بن عامر الجهني ، وأبي فاطمة الدوسي (د) ، وكان معه بذات الصواري.

                                                                          روى عنه : الحارث بن يزيد الحضرمي (د) .

                                                                          روى له أبو داود حديثا واحدا.

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل ابن الحصين، قال : أخبرنا ابن المذهب، قال : أخبرنا القطيعي، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا حسن بن موسى، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثنا الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج الصدفي، قال : سمعت أبا فاطمة وهو معنا بذي الصواري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا فاطمة أكثر من السجود؛ فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة ".

                                                                          رواه عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، مثله، إلا أنه لم [ ص: 148 ] يذكر - وهو معنا بذي الصواري - فوقع لنا بدلا.

                                                                          وهذا الحديث لم نجده إلا في رواية أبي الطيب بن الأشناني وحده عن أبي داود، ولم يقع لنا عنه مسموعا، وقد اختلف في نسب كثير هذا، فزعم أبو سعيد بن يونس أنه : كثير بن قليب بن موهب الصدفي الأعرج، وروى له هذا الحديث في ترجمته من رواية سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، ونسبه ابن أبي مريم في روايته كما نسبه الحسن بن موسى سواء.

                                                                          وذكره أبو نصر بن ماكولا في باب قليب بالقاف والباء، وقال فيه نحو ما قال ابن يونس.

                                                                          ورواه الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن كثير بن مرة.

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب "تأريخ الحمصيين" : كثير بن مرة الحضرمي، قال : وهو الصدفي، وهو الأعرج .

                                                                          وذكره أبو سعيد بن يونس في كتاب "الغرباء الذين قدموا مصر" وذكر أن جماعة من أهل مصر رووا عنه كما يأتي في ترجمته، والحديث محفوظ من رواية كثير بن مرة، عن أبي فاطمة.

                                                                          رواه عنه مكحول، وسليمان بن موسى، وغيرهما.

                                                                          [ ص: 149 ] وقد أخرجه النسائي، وابن ماجه من رواية كثير بن مرة.

                                                                          وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : ذكر أبو سعيد بن يونس في "تأريخ المصريين" أن كثيرا الأعرج هو ابن قليب بن موهب، وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب "تأريخ الحمصيين" أن كثير بن مرة الحضرمي صدفي أعرج، فعلى قوله أنهما واحد، وابن لهيعة لم ينسب كثيرا الأعرج، فيحتمل أن ابن يونس أخطأ في تسمية أبيه قليب بن موهب، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية