الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4980 - (خ د ت س فق) : كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، من آل ذي رعين، ويقال : من ذي الكلاع ثم من بني ميتم، وهو من مسلمة أهل الكتاب .

                                                                          أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق، ويقال : في خلافة عمر بن الخطاب، ويقال : أدرك الجاهلية.

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (مد) مرسلا ، وعن صهيب الرومي (س) ، وعمر بن الخطاب ، وعائشة أم المؤمنين ومات قبلها .

                                                                          روى عنه : الأخنس بن خليفة الضبي (فق) ، وأسلم مولى عمر بن الخطاب ، وابن امرأته تبيع الحميري (س) ، وجرير بن جابر الخثعمي ، وخالد بن معدان ، وروح بن زنباع ، وأبو المخارق زهير بن سالم السلولي ، وسعيد بن المسيب ، وشريح بن عبيد (فق) ولم يدركه ، وعبد الله بن رباح الأنصاري (مد) ، وعبد الله بن الزبير بن [ ص: 190 ] العوام ، وعبد الله بن ضمرة السلولي (سي) ، وعبد الله بن عباس (فق) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن غيلان ، وعبد الرحمن بن مغيث (س) ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، ومالك بن أبي عامر الأصبحي (س) ، ومحمد بن عبد الله بن صيفي ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير (قد) ، ومعاوية بن أبي سفيان (خ) ، ومغيث بن سمي ، وممطور أبو سلام الأسود ، وهمام شيخ لعبد الغفور الواسطي ، ويزيد بن خمير اليزني ، ويزيد بن قوذر ، وأبو إبراهيم الردماني ، وأبو رافع الصائغ (د) ، وأبو سعيد الحبراني ، وأبو مروان الأسلمي (س) والد عطاء بن أبي مروان ، وأبو هريرة (د ت س) ، وابن مواهن (فق) .

                                                                          وقال سعيد بن أبي صدقة (فق) : نبئت أن كعبا قال في قوله تعالى : يا أخت هارون

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                          قال : وهو من حمير من آل ذي رعين، وكان على دين يهود، فأسلم، وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام، فسكن حمص حتى توفي بها سنة ثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان.

                                                                          وقال أبو مسهر : كان سعيد بن عبد العزيز يقول : أسلم كعب على يدي أبي بكر، قال أبو مسهر : والذي حدثني غير واحد أن كعبا من اليمن من ذي الكلاع، ثم من بني ميتم، وكان مسكنه في أرض اليمن، فقدم على أبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 191 ] ثم أتى الشام فمات به.

                                                                          وقال علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب : قال العباس لكعب : ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، حتى أسلمت الآن على عهد عمر؟ فقال كعب : إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إلي، وقال : اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد على ولده ألا أفض الخاتم، فلما كان الآن ورأيت الإسلام يظهر ولم أر بأسا، قالت لي نفسي : لعل أباك غيب عنك علما كتمك، فلو قرأته، ففضضت الخاتم، فقرأته، فوجدت فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، فجئت الآن مسلما، فوالى العباس .

                                                                          وقال محمد بن سعد : قالوا : وذكر أبو الدرداء كعبا، فقال : إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا .

                                                                          وقال الوليد بن مسلم، عن صخر بن جندل، عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي فوزة حدير السلمي، قال : خرج بعث الصائفة فاكتتب فيه كعب، أحسبه، قال : فخرج البعث وهو مريض، فقال : لأن أموت بحرستا أحب إلي من أن أموت بدمشق، ولأن أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدما في سبيل الله، قال : فمضى، فلما كان بفخ معلولا، قلت : أخبرني، قال : شغلتني نفسي، حتى إذا كان بحمص توفي بها، فدفناه هنالك بين [ ص: 192 ] زيتونات أرض حمص، ومضى البعث، فلم يقفل حتى قتل عثمان .

                                                                          وقال معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، قال معاوية : ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إن عمرو بن العاص أحد الحكماء، ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين .

                                                                          وقال أسامة بن زيد الليثي، عن أبي معن : لقي عبد الله بن سلام كعب الأحبار عند عمر، فقال : يا كعب من أرباب العلم؟ قال : الذين يعملون به، قال : فما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد أن حفظوه وعقلوه؟ قال : يذهبه الطمع وشره النفس، وتطلب الحاجات إلى الناس، قال : صدقت.

                                                                          وقال بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كعب، قال : لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا، وما من عينين بكتا من خشية الله في دار الدنيا إلا كان حقا على الله أن يضحكهما في الآخرة.

                                                                          وقال أبو الصباح عبد الغفور، عن همام : دخلنا على كعب وهو مريض، فقلنا له : كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال : أجدني جسدا مرتهنا بعملي، فإن بعثني الله من مرقدي بعثني ولا ذنب لي، وإن قبضني ولا ذنب لي.

                                                                          قال الواقدي، والهيثم بن عدي، وخليفة بن خياط، وعمرو بن علي، وغير واحد : مات سنة اثنتين وثلاثين.

                                                                          [ ص: 193 ] وقال إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو : حدثني شريح بن عبيد أن كعبا مات سنة أربع وثلاثين، وكذلك أبو عبيد، وقد تقدم في حديث أبي فوزة أنه مات بحمص.

                                                                          وقال ابن حبان : مات سنة أربع، وقيل : سنة اثنتين وثلاثين، وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين.

                                                                          ذكره البخاري في حديث حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعب الأحبار، فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب .

                                                                          وروى له ابن ماجه في "التفسير" والباقون سوى مسلم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية