الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5017 - (خت م 4) : ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي، [ ص: 280 ] أبو بكر، ويقال : أبو بكير، الكوفي، مولى عتبة بن أبي سفيان، ويقال : مولى عنبسة بن أبي سفيان، ويقال : مولى معاوية بن أبي سفيان، واسم أبي سليم أيمن، ويقال : أنس، ويقال : زيادة، ويقال : عيسى .

                                                                          روى عن : أشعث بن أبي الشعثاء (م) ، وبشر صاحب أنس بن مالك (ت) ، وثابت بن عجلان (بخ) ، وحجاج بن عبيد بن يسار (د ق) ، والربيع بن أنس (ت) ، وزيد بن أرطاة (ت) ، وسعيد بن عامر (ق) ، وشهر بن حوشب (ت ق) ، وصفوان بن محرز ، وطاوس بن كيسان (بخ ت ق) ، وطلحة بن مصرف (د) إن كان محفوظا ، وعامر الشعبي ، وعباية بن رفاعة بن رافع بن خديج ، وعبد الله بن حسن بن حسن (ت ق) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن عبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد (ي) ، وعبد الرحمن بن سابط (ت) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (د ت) ، وعبد الملك بن أبي بشير المدائني (بخ ت) وعبيد الله (بخ) غير منسوب ، وعطاء بن أبي رباح (ي س ق) ، وعكرمة مولى ابن عباس (ت ق) ، وعلقمة بن مرثد ، وعلوان بن إبراهيم أحد المجاهيل ، وكعب المديني (ت ق) ، ومجاهد بن جبر المكي (خت) ، ومحمد بن بشر الهمداني (بخ) ، والمنهال بن عمرو (ق) ، ومهاجر الشامي ، وأبي جهضم موسى بن [ ص: 281 ] سالم (ت) ، ونافع مولى ابن عمر (خت ت ق) ، وأبي هبيرة يحيى بن عباد الأنصاري (ت ق) ، وأبي إسحاق السبيعي (سي) ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري (ق) ، وأبي الخطاب (ت) ، وأبي الزبير المكي (ت سي ق) ، وأبي فزارة (بخ) .

                                                                          روى عنه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري ، وإسماعيل ابن علية ، وإسماعيل بن عياش (ق) ، وبكر بن خنيس (ت فق) ، وثعلبة بن سهيل (ق) ، وجرير بن عبد الحميد (بخ) ، وحسان بن إبراهيم (د) ، والحسن بن صالح بن حي (ت) ، وحفص بن غياث ، وخالد بن عبد الله (س) ، وداود بن عيسى النخعي ، وذواد بن علبة (ت ق) ، وزائدة بن قدامة (ي) ، وزهير بن معاوية ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وسفيان الثوري (بخ) ، وأبو الأحوص سلام بن سليم (ت) ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وشريك بن عبد الله (ي ق) ، وشعبة بن الحجاج (ق) ، وشيبان بن عبد الرحمن (س) ، وعبد الله بن إدريس (م) ، وعبد الله بن إسماعيل ، وأبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط (بخ) ، وعبد الرحمن بن مالك بن مغول ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي (بخ) ، وعبد السلام بن حرب (بخ د ت) ، وعبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي (ق) ، وعبد الواحد بن زياد (بخ س) ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبيد الله بن عمرو الرقي (ت) ، وعمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري (ت ق) ، وغيلان بن جامع (ق) ، وفضيل بن عياض (ت) ، والقاسم بن مالك المزني (بخ) ، والماضي بن محمد الغافقي ، وأبو معاوية محمد بن خازم [ ص: 282 ] الضرير ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (بخ) ، والمطلب بن زياد (ص) ، وأبو مطيع معاوية بن يحيى (ق) ، ومعتمر بن سليمان (ت سي) ، ومعمر بن راشد ، ومندل بن علي وهريم بن سفيان (ت ق) ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى (ت) ، ويعقوب بن عبد الله القمي (خت) ، وأبو جعفر الرازي (بخ) ، وأبو حفص الأبار .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد منه في ليث، ومحمد بن إسحاق، وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.

                                                                          وقال أيضا : سمعت عثمان بن أبي شيبة ، قال : سألت جريرا عن ليث، وعن عطاء بن السائب، وعن يزيد بن أبي زياد، فقال : كان يزيد أحسنهم استقامة في الحديث، ثم عطاء، وكان ليث أكثر تخليطا.

                                                                          قال عبد الله : وسألت أبي عن هذا، فقال : أقول كما قال جرير.

                                                                          [ ص: 283 ] وقال أيضا : قلت ليحيى بن معين : ليث بن أبي سليم أضعف من يزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب؟ قال : نعم.

                                                                          قال : وقال لي يحيى مرة أخرى : ليث أضعف من يزيد بن أبي زياد، ويزيد فوقه في الحديث.

                                                                          وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ليث بن أبي سليم ضعيف، إلا أنه يكتب حديثه.

                                                                          وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري : حدثنا يحيى بن معين ، عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان لا يحدث عن ليث بن أبي سليم.

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان يحيى لا يحدث عن ليث بن أبي سليم، ولا عن حجاج بن أرطاة، وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان وغيره عنهما.

                                                                          وقال محمد بن المثنى نحو ذلك، إلا أنه لم يذكر حجاج [ ص: 284 ] ابن أرطاة.

                                                                          وقال علي بن المديني : سمعت يحيى يقول : مجالد أحب إلي من ليث وحجاج بن أرطاة.

                                                                          وقال أيضا : قلت لسفيان : إن ليثا روى عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأنكر ذلك، وعجب منه أن يكون جد طلحة لقي النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          وقال أبو معمر القطيعي : كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم.

                                                                          وقال علي بن محمد الطنافسي : سألت وكيعا عن حديث من حديث ليث بن أبي سليم، فقال : ليث ليث! كان سفيان لا يسمي ليثا.

                                                                          وقال أحمد بن سنان القطان : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ليث أحسنهم حالا عندي.

                                                                          وقال يحيى بن سليمان الجعفي ، عن عبد الله بن إدريس : [ ص: 285 ] ما جلست إلى ليث بن أبي سليم إلا سمعت منه ما لم أسمع منه.

                                                                          وقال أبو حاتم : سمعت أبا نعيم، قال : قال شعبة لليث بن أبي سليم : أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة : عطاء، وطاوس، ومجاهد؟ فقال : سل عن هذا خف أبيك!!

                                                                          وقال محمد بن خلف التيمي، عن قبيصة : قال شعبة لليث بن أبي سليم : أين اجتمع لك عطاء، وطاوس، ومجاهد؟ فقال : إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه. قال قبيصة : فقال رجل كان جالسا لسفيان، فما زال متقيا لليث مذ يومئذ.

                                                                          وقال عبد الملك بن عبد الحميد الميموني : سمعت يحيى ذكر ليث بن أبي سليم، فقال : ضعيف الحديث عن طاوس، فإذا جمع طاوسا وغيره، فالزيادة هو ضعيف.

                                                                          وقال أحمد بن سليمان الرهاوي، عن مؤمل بن الفضل : قلنا لعيسى بن يونس : لم لم تسمع من ليث بن أبي سليم؟ قال : قد رأيته وكان قد اختلط، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليث بن أبي سليم أحب إلي من يزيد بن أبي زياد، كان أبرأ ساحة، يكتب حديثه، وكان ضعيف الحديث.

                                                                          قال : فذكرت له قول جرير [ ص: 286 ] ابن عبد الحميد فيه، فقال : أقول كما قال جرير.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي ، وأبا زرعة يقولان : ليث لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبا زرعة يقول : ليث بن أبي سليم لين الحديث، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : ليث عن طاوس أحب إلي من سلمة بن وهرام، عن طاوس. قلت : أليس تكلموا في ليث؟ قال : ليث أشهر من سلمة، ولا نعلم روى عن سلمة إلا ابن عيينة وزمعة.

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود، عن أحمد بن يونس ، عن فضيل بن عياض : كان ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك.

                                                                          قال : وسمعت أبا داود يقول : سألت يحيى عن ليث، فقال : ليس به بأس، قال : وسمعت يحيى يقول : عامة شيوخ ليث لا يعرفون.

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة، والثوري، وغيرهما من ثقات [ ص: 287 ] الناس، ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه.

                                                                          وقال أبو بكر البرقاني : سألته - يعني الدارقطني - عن ليث بن أبي سليم، فقال : صاحب سنة، يخرج حديثه، ثم قال : إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد، حسب.

                                                                          قال محمد بن عبد الله الحضرمي : مات سنة ثمان وثلاثين ومائة.

                                                                          وقال أبو بكر بن منجويه : مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : حدث عنه أيوب السختياني، وعبد الوهاب بن عطاء، وبين وفاتيهما خمس، وقيل : أربع، وقيل : ثلاث، وقيل : اثنتان وسبعون سنة.

                                                                          [ ص: 288 ] استشهد به البخاري في "الصحيح" وروى له في كتاب "رفع اليدين في الصلاة" وغيره.

                                                                          وروى له مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني.

                                                                          وروى له الباقون.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية