الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4912 - (خ م د س ق) : قيس بن عباد القيسي الضبعي، [ ص: 65 ] أبو عبد الله البصري، من بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .

                                                                          قدم المدينة في خلافة عمر بن الخطاب.

                                                                          روى عن : أبي بن كعب (س) ، وسعد بن أبي وقاص (خ) ، والعباس بن عبد المطلب ، وعبد الله بن سلام (خ م) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (خ) ، وعلي بن أبي طالب (خ د س) ، وعمار بن ياسر (م س) ، وعمر بن الخطاب ، وأبي ذر الغفاري (خ م س ق) ، وأبي سعيد الخدري (سي) ، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (د) .

                                                                          روى عنه : إياس بن قتادة البكري ، وبكر بن عبد الله المزني ، والحسن البصري (د س) ، وابنه عبد الله بن قيس بن عباد ، وصهره على ابنته عبد الله بن مطر القيسي ، ومحمد بن سيرين (خ م) ، وابن ابنته النضر بن عبد الله بن مطر القيسي ، وأبو مجلز لاحق بن حميد (خ م س ق) ، وأبو نضرة العبدي (م) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل [ ص: 66 ] البصرة، قال : وكان ثقة، قليل الحديث.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، والنسائي ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش : ثقة.

                                                                          زاد العجلي : من كبار الصالحين.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا عبيد الله بن النضر، عن أبيه، عن قيس بن عباد، قال : كان يركب الخيل ويرتبطها، وكانت له فرس عربية، فكلما نتجت مهرا فأدرك حمل عليه في سبيل الله.

                                                                          وقال أيضا : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا عبيد الله بن النضر، عن أبيه، عن قيس بن عباد أنه كان إمامهم، فإذا صلى الغداة لم يزل يذكر الله حتى يرى السقائين قد مروا بالماء؛ مخافة أن يصير الماء أجاجا أو يصير غورا، وحتى يرى الشمس قد طلعت من مطلعها؛ مخافة أن تطلع من مغربها.

                                                                          وقال أيضا : حدثنا يونس بن محمد المؤدب، قال : حدثنا عبيد الله بن النضر، قال : حدثني أبي، عن قيس بن عباد أنه إذا كان بين الرجلين من الحي كلام فرأى أن أحدهما ظالما، لم يمنعه شرفه ولا حسبه أن يأتيه فيكلمه ويوبخه ويأمره أن يرجع إلى الحق ويقلع عن الظلم.

                                                                          [ ص: 67 ] وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا الحكم بن عطية، قال : حدثنا النضر بن عبد الله، عن قيس بن عباد، قال : إن الصدقة لتطفئ الخطايا والذنوب كما يطفئ الماء النار.

                                                                          وقال أحمد بن عمران الأخنسي : سألت محمد بن الفضيل بن غزوان، فحدثني، قال : قال لي : أخذ رجل لجام قيس بن عباد فجعل يذكره ويسبه، فلما بلغ إلى منزله، قال : خل عن لجام الدابة يغفر الله لي ولك.

                                                                          وقال محمد بن سعد : حدثنا وكيع بن الجراح، وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن إياس بن دغفل، عن عبد الله بن قيس بن عباد، عن أبيه أنه أوصى، قال : كفنوني في بردتي عصب، وجللوا سريري بكسائي الأبيض الذي كنت أصلي فيه، فإذا أضجعتموني في حفرتي فجوبوا ما يلي جسدي من الكفن حتى تفضوا بي إلى الأرض.

                                                                          قال وكيع : يعني يشق عنه من الكفن ما يلي الأرض.

                                                                          وقال محمد بن جرير الطبري فيما حكى عن أبي مخنف، عن شيوخه، قال : فعاش قيس بن عباد حتى قاتل مع ابن الأشعث في مواطنه.

                                                                          وقال حوشب، يعني : ابن يزيد بن الحارث بن يزيد [ ص: 68 ] ابن رويم الشيباني، للحجاج بن يوسف : إن منا أمراء صاحب فتق ووثوب على السلطان، لم تكن فتنة بالعراق قط إلا وثب فيها وهو ترابي، يلعن عثمان رضي الله عنه، وقد خرج مع ابن الأشعث، فشهد معه مواطنه كلها يحرض الناس حتى إذا أهلكهم الله جلس في بيته، فبعث إليه الحجاج، فضرب عنقه.

                                                                          روى له الجماعة سوى الترمذي.

                                                                          أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد المقدسي، قال : أخبرنا محمد بن خلف بن راجح، قال : أخبرتنا شهدة بنت أحمد، قالت : أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، قال : أخبرنا أبو عمر بن مهدي، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال : حدثنا محمود بن خداش.

                                                                          (ح) : وأخبرنا أحمد بن أبي الخير، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال، قال : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم [ ص: 69 ] الحافظ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال : حدثنا بهلول بن إسحاق، عن سعيد بن منصور.

                                                                          (ح) : قال عبد الله بن محمد : وحدثنا حامد بن شعيب، قال : حدثنا سريج.

                                                                          قالوا : حدثنا هشيم، قال : حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم بالله قسما إن هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر : حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة .

                                                                          وفي حديث محمود بن خداش قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما هذان خصمان اختصموا في ربهم إنما نزلت في الذين برزوا يوم بدر، والباقي مثله، إلا أنه لم يقل : ابن المطلب .

                                                                          أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث هشيم، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          وأخرجه مسلم، والنسائي، وابن ماجه من حديث ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي هاشم، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وليس [ ص: 70 ] له عند ابن ماجه غيره، والله أعلم.

                                                                          وله طرق أخر.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية