الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5050 - (د س فق) : محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي، أبو حاتم الرازي الحافظ، قيل : إنه مولى تميم بن حنظلة الغطفاني، وقيل : كان يسكن درب حنظلة بالري، فنسب إليه.

                                                                          كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات المشهورين بالعلم، المذكورين بالفضل .

                                                                          روى عن : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن صالح المصري ، وآدم بن أبي إياس العسقلاني (سي) ، وبشر بن محمد السكري ، وبكر بن عبد الوهاب المدني ، وثابت بن محمد الشيباني الزاهد ، وجعفر [ ص: 382 ] ابن محمد بن عمران التغلبي ، وأبي اليمان الحكم بن نافع ، وحماد بن مالك الحرستاني ، وخالد بن خداش المهلبي ، وداود بن عبد الله الجعفري (كن) ، وذؤيب بن عمامة السهمي ، والربيع بن سليمان المرادي ، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي (س) ، وأبي خيثمة زهير بن حرب ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري ، وشهاب بن عباد العبدي ، وصفوان بن صالح الدمشقي ، وأبي نعيم ضرار بن صرد الطحان الكوفي ، وطالوت بن عباد الصيرفي ، وأبي الريان الطيب بن ريان بن مهنا الكناني الفلسطيني ، والعباس بن الوليد بن صبح الخلال ، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث (فق) ، وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، وعبد السلام بن عتيق الدمشقي ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعبدة بن سليمان المروزي ، وعبيد الله بن موسى ، وعبيد بن يعيش المحاملي (س) ، وعتاب بن زياد المروزي ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وعفان بن مسلم ، وعمر بن حفص بن غياث (س) ، وعمرو بن الربيع بن طارق (د) ، وعمرو بن منصور القداح ، وغالب ابن حلبس بن محمد الكلبي ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، والقاسم بن عثمان الجوعي ، وقبيصة بن عقبة ، وقتيبة بن سعيد ، وقحطبة بن غدانة الجشمي ، وكامل بن طلحة الجحدري ، وكثير بن عبيد المذحجي ، وكثير بن يحيى بن كثير صاحب البصري ، وكثير بن يزيد بن أبي صابر التنوخي القنسريني ، وليث بن خالد [ ص: 383 ] البلخي ، وأبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي (عس) ، ومحمد بن بشار بندار ، ومحمد بن بكار بن بلال العاملي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري (س) ، وأبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي الكفرسوسي ، ومحمد بن عوف الطائي ، ومحمد بن هاشم البعلبكي ، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي (فق) ، ومحمود بن إبراهيم بن سميع ، ومخلد بن الحسن بن أبي زميل المروزي نزيل بغداد ، ومخلد بن الحسن البصري ، ومعاوية بن صالح الأشعري ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، ونوح بن أنس المقرئ ، وهدبة بن خالد ، وهوذة بن خليفة ، ووضاح بن يحيى النهشلي ، وأبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني ، والوليد بن صالح النحاس ، ووهب بن إبراهيم الفامي الرازي ، ووهب بن بيان الواسطي ، ووهب بن محمد البناني ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، ويوسف بن يحيى البويطي ، ويونس بن عبد الأعلى .

                                                                          روى عنه : أبو داود والنسائي وابن ماجه في التفسير، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان ، وأبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه النيسابوري ، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الأصبهاني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وإسحاق بن أحمد بن زيرك الفارسي ، وحاجب بن أركين الفرغاني ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، والحسين بن يحيى بن عياش القطان ، والربيع بن سليمان المرادي ، وهو من شيوخه، وزكريا بن أحمد البلخي قاضي دمشق ، وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الرازي الزاهد المعروف بالحيري ، وعبد الله بن عروة [ ص: 384 ] الهروي ، وعبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب الأصبهاني ، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبدة بن سليمان المروزي وهو من شيوخه، وعبدوس بن الحسين النيسابوري ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان راوية ابن ماجه ، والقاسم بن زكريا المطرز ، والقاسم بن أبي صالح الهمذاني ، والقاسم بن صفوان البردعي ، والقاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب ، ومحمد بن عوف الطائي وهو من شيوخه، ومحمد بن مخلد الدوري ، ومحمد بن هارون الرازي ، ومحمد بن هارون الروياني ، وموسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري ، وموسى بن العباس الجويني ، وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني ، ويونس بن عبد الأعلى وهو من شيوخه.

                                                                          قال أبو بكر الخطيب : كان أول كتبه الحديث سنة تسع ومائتين، كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهور بالعلم، مذكور بالفضل.

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال : أبو حاتم إمام في الحديث، روى عن أحمد مسائل كثيرة، وقعت إلينا متفرقة، كلها غرائب.

                                                                          وقال النسائي : ثقة. [ ص: 385 ] وقال ابن خراش : كان من أهل الأمانة والمعرفة.

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : إمام في الحفظ.

                                                                          وقال أبو القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي : كان إماما عالما بالحديث، حافظا له، متقنا متثبتا.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي : سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول : ما رأيت أحفظ من والدك.

                                                                          قال عبد الرحمن : وقد رأى أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ويحيى الحماني، وأبا بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وغيرهم. فقلت له : فرأيت أبا زرعة؟ قال : لا.

                                                                          وقال عبد الرحمن أيضا : سمعت أبي يقول : قال لي هشام بن عمار : أي شيء تحفظ عن الأذواء؟ قلت له : ذو الأصابع وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي، وعددت له ستة، فضحك، وقال : حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة!

                                                                          وقال عبد الرحمن أيضا : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : أبو زرعة وأبو حاتم إمامي خراسان.

                                                                          ودعا لهما، وقال : [ ص: 386 ] بقاؤهما صلاح للمسلمين.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحسب ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، فلم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطع نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حتى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، وأسمع منهم إلى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إلى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثم أصبحت من الغد، وغدا علي رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف عني، وانصرفت جائعا، فلما كان الغد غدا علي فقال : مر بنا إلى المشايخ، فقلت : أنا ضعيف لا يمكنني، قال : ما ضعفك؟ قلت : لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما، فقال لي رفيقي : معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة، وقبضت منه النصف دينار.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : قلت على باب أبي الوليد الطيالسي : من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم [ ص: 387 ] أسمع به فله علي درهم يتصدق به، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق، أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به ليقولوا : هو عند فلان، فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب علي حديثا.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : جرى بيني وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ.

                                                                          فقال لي : يا أبا حاتم قل من يفهم هذا، ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل ما تجد من يحسن هذا! وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه.

                                                                          قال أبي : وكذلك كان أمري.

                                                                          وقال أيضا : سمعت أبي يقول : اكتب أحسن ما تسمع، واحفظ أحسن ما تكتب، وذاكر بأحسن ما تحفظ.

                                                                          وقال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي : سمعت أحمد بن علي الرقام يقول : سمعت الحسن بن الحسين الدرستيني يقول : سمعت أبا حاتم يقول : قال لي أبو زرعة : ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك يا أبا حاتم، فقلت : إن عبد الرحمن لحريص، فقال : "من أشبه أباه فما ظلم".

                                                                          قال الرقام : سألت عبد الرحمن ، [ ص: 388 ] عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته من أبيه، فقال : ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه.

                                                                          قال علي بن إبراهيم : وبلغني أنه كان يسأل أباه أبا حاتم في مرضه الذي توفي فيه عن أشياء من علم الحديث وغيره إلى وقت ذهاب لسانه، فكان يشير إليه بطرفه : نعم، ولا.

                                                                          وقال أحمد بن سلمة النيسابوري : ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن إدريس.

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي الحافظ : سمعت القاسم بن صفوان البرذعي يقول : سمعت أبا حاتم الرازي يقول : أورع من رأيت أربعة : آدم بن أبي إياس، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة.

                                                                          قال القاسم : فذكرته لعثمان بن خرزاذ ، فقال عثمان : أنا أقول : أحفظ من رأيت : محمد بن المنهال الضرير، وإبراهيم بن عرعرة، وأبو زرعة، وأبو حاتم.

                                                                          [ ص: 389 ] وقال ابن عدي أيضا : سمعت محمد بن الحسين بن مكرم يقول : سمعت حجاج بن الشاعر وذكر له أبو زرعة، وأبو حاتم، وابن وارة، وأبو جعفر الدارمي، فقال : ما بالمشرق قوم أنبل منهم.

                                                                          وقال أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي الطبري : إذا رأيت رازيا وخراسانيا يحب أبا حاتم وأبا زرعة فاعلم أنه صاحب سنة.

                                                                          وقال القاسم بن أبي صالح الهمذاني : سمعت أبا حاتم يقول : قال لي أبو زرعة : ترفع يديك في القنوت؟ قلت : لا، فقلت له : فترفع أنت؟ قال : نعم، فقلت : ما حجتك؟ قال : حديث ابن مسعود، قلت : رواه ليث بن أبي سليم، قال : حديث أبي هريرة؟ قلت : رواه ابن لهيعة، قال : حديث ابن عباس؟ قلت : رواه عوف.

                                                                          قال : فما حجتك في تركه؟ قلت : حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فسكت.

                                                                          وقال محمد بن هارون الرازي : أنشدنا أبو حاتم الرازي :



                                                                          تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها وذللت بالتقوى من الله خدها

                                                                          [ ص: 390 ]

                                                                          أسأت بها ظنا وأخلفت وعدها     فأصبحت مولاها وقد كنت عبدها



                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال : أخبرنا أبو منصور الشيباني، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال : أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن إسحاق السوطي، قال : أنشدنا محمد بن هارون الرازي، فذكره.

                                                                          قال أبو سعيد بن يونس : قدم مصر قديما، وكتب بها، وكتب عنه، وكانت وفاته بالري سنة خمس وسبعين ومائتين.

                                                                          وقال أحمد بن محمود بن صبيح، وأبو الحسين بن المنادي، وأبو حاتم بن حبان، وأبو نعيم الحافظ : مات سنة سبع وسبعين ومائتين.

                                                                          زاد ابن صبيح : بالري.

                                                                          وزاد ابن المنادي : في شعبان.

                                                                          [ ص: 391 ] وروى البخاري في باب المحصر من "صحيحه" حديثا عن محمد، عن يحيى بن صالح الوحاظي، فقيل : إنه أبو حاتم الرازي هذا.

                                                                          قال الحاكم أبو أحمد في كتاب "الكنى" : أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، روى عنه محمد بن إسماعيل الجعفي.

                                                                          وقال أبو نصر الكلاباذي في ترجمة يحيى بن صالح : روى عنه البخاري، وروى أيضا عن محمد عنه في كتاب "المحصر" حدثنا ابن أبي سعيد السرخسي أن محمدا، بدا غير منسوب، هو ابن إدريس أبو حاتم الرازي، وذكر أنه رآه في أصل عتيق.

                                                                          وقال البخاري في كتاب "الضعفاء الكبير" : قال محمد بن إدريس : حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم، قال : أخبرنا إسرائيل، عن خالد العبد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر" وعن موسى عن مبارك بن فضالة قال : رأيت خالدا العبد عند الحسن.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية