الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          4999 - (م د س) : كنانة بن نعيم العدوي، أبو بكر البصري .

                                                                          روى عن : قبيصة بن المخارق الهلالي (م د س) ، وأبي برزة الأسلمي (م س) .

                                                                          روى عنه : ثابت البناني (م س) ، وعبد العزيز بن صهيب ، وعدي بن ثابت ، وهارون بن رئاب (م د س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال : كان معروفا ثقة إن شاء الله.

                                                                          قال العجلي : بصري، تابعي، ثقة.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          روى له مسلم، وأبو داود، والنسائي.

                                                                          [ ص: 228 ] أخبرنا أحمد بن أبي الخير، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال، قال : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا حبيب بن الحسن، قال : حدثنا يوسف القاضي، قال : حدثنا مسدد، ومحمد بن أبي بكر، واللفظ له، قالا : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا هارون بن رئاب، قال : حدثنا كنانة بن نعيم العدوي، عن قبيصة بن المخارق الهلالي ، قال : تحملت حمالة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال : أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها.

                                                                          ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل بحمالة، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش، أو سدادا من عيش، وما سواه من المسألة يا قبيصة سحت، يأكلها صاحبها سحتا. وقال مسدد في حديثه : أو سدادا من عيش ثم يمسك، فما سواهن يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا"
                                                                          .

                                                                          رواه مسلم، عن يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          ورواه أبو داود عن مسدد، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          ورواه النسائي من حديث حماد بن زيد، فوقع لنا بدلا [ ص: 229 ] عاليا أيضا.

                                                                          وأخرجه أيضا من حديث أيوب السختياني، والأوزاعي، عن هارون مختصرا ومطولا.

                                                                          وقد وقع لنا من وجوه أخر بعلو، منها : ما أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن زياد بن خالد بن زياد الشعراني بالموصل، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، قال : حدثنا رواحة بن سفيان الغداني، قال : أخبرنا هارون بن رئاب، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة بن مخارق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حمالة، فقال : يا قبيصة حرمت المسائل إلا في ثلاث : إلا رجل استحمل حمالة فله أن يسأل فيها حتى يؤديها، ورجل أصابته جائحة في ماله فله أن يسأل حتى يصيب سدادا من عيش، وقوم أصابهم فقر مدقع فلهم أن يسألوا حتى يستغنوا، وما سوى ذلك يا قبيصة سحت .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق بن الدرجي، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، وفاطمة بنت عبد الله، قال محمود : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، وقالت فاطمة : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة، قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، [ ص: 230 ] قال : حدثنا محمد بن محمد التمار البصري، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فقال : من ينظر لي ما فعل جليبيب، فوجدوه قد قتل تسعة ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا مني وأنا منه، قتل تسعة ثم قتل، ووضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذراعيه حتى حفر له، ودفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغسله ".

                                                                          رواه مسلم، عن إسحاق بن عمر بن سليط، عن حماد بن سلمة، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجة.

                                                                          ورواه النسائي، عن عبد الله بن الهيثم، عن أبي الوليد الطيالسي، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين.

                                                                          وهذا نوع بديع عزيز من الأبدال، لم يقع لنا منه إلا أحاديث يسيرة، هذا أحدها.

                                                                          وهذا جميع ما له عندهم، والله أعلم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية