الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4903 - (د ت ق) : قيس بن الربيع الأسدي، أبو محمد [ ص: 26 ] الكوفي من ولد قيس بن الحارث، ويقال : الحارث بن قيس الأسدي الذي أسلم وعنده ثماني نسوة، وفي رواية : تسع نسوة.

                                                                          روى عن : إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، والأسود بن قيس ، والأغر بن الصباح (ت) ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحكيم بن جبير ، وحماد بن أبي سليمان ، وزبيد اليامي ، وزياد بن علاقة ، وسالم الأفطس ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ، وشبيب بن غرقدة ، وشعبة بن الحجاج وهو من أقرانه، وطارق بن عبد الرحمن ، وعائد بن نصيب ، وعبد الملك بن [ ص: 27 ] عمير ، وأبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي (د ت ق) ، وعثمان بن عبد الله بن موهب (ت) ، وعلقمة بن مرثد ، وعمار الدهني ، وعمرو بن مرة (فق) ، وعمران بن ظبيان ، وعون بن أبي جحيفة (د) ، ومحارب بن دثار ، ومحمد بن الحكم الكاهلي الأسدي (فق) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وأبي فروة مسلم بن سالم الجهني ، والمقدام بن شريح بن هانئ (ق) ، ونسير بن ذعلوق ، وهارون بن سعد ، وهشام بن عروة ، ويزيد بن أبي زياد ، وأبي إسحاق السبيعي ، وأبي خالد الدالاني ، وأبي هاشم الرماني (د ت) .

                                                                          روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، وإسحاق بن منصور السلولي (ق) ، وإسماعيل بن أبان الوراق ، والأسود بن عامر شاذان ، وبكر بن عبد الرحمن القاضي ، وجبارة بن مغلس الحماني (ق) ، وجرير بن عبد الحميد ، والحسن بن بشر البجلي ، وخالد بن يزيد الكاهلي ، وخالد بن يزيد اللؤلؤي ، وسفيان الثوري وهو من أقرانه ومات قبله، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي (ق) ، وشعبة بن الحجاج ومات قبله، وطلق بن غنام النخعي (د ت) ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي (ق) ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن نمير (ت) ، وعبد الحميد بن صالح ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبد الكريم بن محمد الجرجاني (ت) ، وعصمة بن الفضل ، وعصمة بن المتوكل ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن ثابت الجزري (ت) ، وعلي بن ثابت الدهان ، وعلي بن الجعد ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد بن عبد العزيز [ ص: 28 ] الرملي ، ومحمد بن مصعب القرقساني ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومعاذ بن معاذ ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل (د) ، وموسى بن داود الضبي (ق) وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، والهيثم بن جميل ، ووكيع بن الجراح (فق) ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن عبدويه البصري ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، ويزيد بن هارون (ت ق)

                                                                          قال أبو داود الطيالسي ، عن شعبة : سمعت أبا حصين يثني على قيس بن الربيع، قال : وقال لنا شعبة : أدركوا قيسا قبل أن يموت.

                                                                          وقال أبو النضر عن شعبة ذاكرني قيس بن الربيع حديث أبي حصين، فلوددت أن البيت سقط علي وعليه حتى نموت؛ لكثرة ما كان يغرب علي.

                                                                          وقال عفان عن معاذ بن معاذ : قال لي شعبة ألا ترى إلى يحيى بن سعيد يقع في قيس بن الربيع الأسدي، لا والله ما إلى ذلك سبيل.

                                                                          وقال عفان : قلت ليحيى بن سعيد : هل سمعت من سفيان [ ص: 29 ] يقول فيه بغلطة، أو يتكلم فيه بشيء؟ قال : لا، قلت ليحيى : أفتتهمه بكذب؟ قال : لا. قال عفان : فما جاء فيه بحجة!

                                                                          وقال أبو داود عن شعبة : ذاكرني قيس بن الربيع الحديث، فجعل يقع على الضحك كأنما أسمعها من أصحابي.

                                                                          وقال حاتم بن الليث الجوهري ، عن عفان : كان قيس ثقة، يوثقه الثوري ، وشعبة.

                                                                          وقال عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه : سمعت يحيى بن سعيد ينتقص قيس بن الربيع عند شعبة، فقال له شعبة : يا أحول تذكر قيسا الأسدي؟! فزجره عن ذلك ونهاه.

                                                                          وقال أبو داود : سمعت شعبة يقول : من يعذرني من يحيى هذا الأحول - يعني يحيى بن سعيد القطان - لا يرضى قيس بن الربيع.

                                                                          وقال أحمد بن عثمان بن حكيم عن أبي نعيم : سمعت سفيان إذا ذكر قيس بن الربيع أثنى عليه.

                                                                          وقال إبراهيم بن محمد الدهقان البغدادي : سمعت أبا نعيم يقول : كانوا يجيئون بالحديث إلى سفيان فكأنه منكر له [ ص: 30 ] ويجيئونه بحديث قيس، فيقول : نعم؛ إن قيس بن الربيع قد سمع، وذكر نحو ذلك.

                                                                          وقال قراد أبو نوح ، عن شعبة : ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا قيس بن الربيع قد سبقنا إليه، وكان يسمى قيسا الجوال.

                                                                          وقال حاتم بن الليث ، عن أبي الوليد الطيالسي : كان قيس بن الربيع ثقة، حسن الحديث، حدث عنه معاذ بن معاذ.

                                                                          وقال محمد بن يحيى الذهلي : سمعت أبا الوليد يقول : كتبت عن قيس بن الربيع ستة آلاف حديث هي أحب إلي من ستة آلاف دينار.

                                                                          وقال عمرو بن علي : قلت لأبي الوليد : ما رأيت أحدا أحسن رأيا منك في قيس؟ قال : إنه والله كان ممن يخاف الله.

                                                                          وقال سريج بن يونس : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ما رأيت رجلا بالكوفة أجود حديثا من قيس بن الربيع.

                                                                          وقال أحمد بن صالح : قلت لأبي نعيم : في نفسك من قيس بن الربيع شيء؟ قال : لا.

                                                                          [ ص: 31 ] وقال عمرو بن علي : سمعت معاذ بن معاذ يحسن الثناء على قيس.

                                                                          وقال أيضا : قلت لأبي داود - وحدثنا عن قيس بن الربيع بحديث - فقلت : تحدث عن قيس؟ فرفع رأسه وقد احمر وجهه؟ فقال : نعم، وددت أنها كانت أكثر.

                                                                          وقال حرب بن إسماعيل : قلت لأحمد بن حنبل : قيس بن الربيع أي شيء ضعفه؟ قال : روى أحاديث منكرة.

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سألته يعني أحمد بن حنبل عن قيس بن الربيع، فلينه، قلت : أليس قد روى عن شعبة؟ قال : بلى، وقال : كان وكيع إذا ذكر قيس بن الربيع، قال : الله المستعان!!

                                                                          وقال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين وسئل عن قيس بن الربيع؟ فقال : قال عفان : أتيناه فكان يحدثنا، فكان ربما أدخل حديث مغيرة في حديث منصور.

                                                                          [ ص: 32 ] وقال في موضع آخر عن يحيى : حبان ومندل : فيهما ضعف، وهما أحب إلي من قيس.

                                                                          وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ضعيف لا يكتب حديثه، كان يحدث بالحديث عن عبيدة، وهو عنده عن منصور.

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، وأبو يعلى الموصلي عن يحيى بن معين : ليس بشيء.

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء. وقال مرة أخرى : ضعيف الحديث لا يساوي شيئا.

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود : سمعت يحيى بن معين يقول : قيس بن الربيع ليس بشيء.

                                                                          قال : وسمعت أحمد بن حنبل يقول : ولي قيس بن الربيع فلم يحمد.

                                                                          [ ص: 33 ] قال أبو داود : ما خرجت له إلا ثلاثة أحاديث.

                                                                          سمعت أبا داود يقول : حدث بأحاديث عن منصور هي أحاديث عبيدة، وأحاديث عن المغيرة هي أحاديث فراس.

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان يحيى ، وعبد الرحمن لا يحدثان عن قيس بن الربيع، وكان عبد الرحمن حدثنا عنه قبل ذلك ثم تركه.

                                                                          وقال أبو حاتم : كان عفان يروي عن قيس ويتكلم فيه، فقيل له : تتكلم فيه؟ فقال : قدمت عليه، فقال : حدثنا الشيباني، عن الشعبي، فيقول له رجل : ومغيرة؟ فيقول : ومغيرة، فقال له : وأبو حصين؟ فقال : وأبو حصين!!

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار : كان قيس بن الربيع عالما بالحديث، ولكنه ولي المدائن فعلق رجالا فيما بلغني، فنفر الناس منه.

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سمعت أبي يقول : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبيه أن قيس بن الربيع وضعوا في كتابه عن أبي هاشم الرماني حديث أبي هاشم إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة في الوضوء [ ص: 34 ] فحدث به، فقيل له : من أبو هاشم؟ قال : صاحب الرمان.

                                                                          قال أبي : وهذا الحديث لم يروه أبو هاشم صاحب الرمان، ولم يسمع قيس من إسماعيل بن كثير شيئا، وإنما أهلكه ابن له قلب عليه أشياء من حديثه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه زمانا ثم تركه.

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني في موضع آخر : سألت أبي عن قيس بن الربيع فضعفه جدا.

                                                                          وقال مكحول البيروتي، عن جعفر بن أبان الحافظ : سألت ابن نمير عن قيس بن الربيع، فقال : كان له ابن هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه، فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه قد غيرها.

                                                                          وقال البخاري : قال علي : كان وكيع يضعفه.

                                                                          قال : وقال أبو داود : إنما أتي قيس من قبل ابنه، كان ابنه يأخذ حديث الناس فيدخلها في فرج كتاب قيس، ولا يعرف الشيخ ذلك.

                                                                          وقال العجلي : أبو حصين عثمان بن عاصم كان شيخا [ ص: 35 ] عاليا وكان صاحب سنة، ويقال : إن قيس بن الربيع كان أروى الناس عنه، كان عنده أربع مائة حديث.

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : قيس بن الربيع ساقط.

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه، فقال : فيه لين.

                                                                          قال : وسئل أبي عنه فقال : عهدي به ولا ينشط الناس في الرواية عنه، وأما الآن فأراه أحلى، ومحله الصدق، وليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وهو أحب إلي من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولا يحتج بحديثهما.

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة.

                                                                          وقال في موضع آخر : متروك الحديث.

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : وقيس بن الربيع عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح، وهو رديء الحفظ جدا مضطربه، كثير الخطأ، ضعيف في روايته.

                                                                          [ ص: 36 ] وقال أبو أحمد بن عدي : وعامة رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قال شعبة وإنه لا بأس به.

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال : أخبرنا زيد بن الحسن، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ، قال : أخبرنا العتيقي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقي، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الموت المكي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن منصور بن حبيب الحارثي ، قال : سمعت عبد الرحمن بن يحيى العذري يقول : أعلم أهل الكوفة سفيان الثوري، وأعبدهم الحسن بن صالح بن حي، وأعرفهم بالحديث قيس بن الربيع، وأحضرهم جوابا شريك، وأعرفهم بالفقه والأصول النعمان بن ثابت.

                                                                          وبه قال : أخبرنا العتيقي، قال : حدثنا محمد بن العباس، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال : حدثنا الفضل بن سهل، قال : حدثني أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، قال : كان شريك في جنازة قيس، فقال : ما ترك بعده مثله.

                                                                          قال أبو زرعة، عن أبي نعيم : مات سنة خمس وستين ومائة.

                                                                          [ ص: 37 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين : مات سنة ست وستين ومائة.

                                                                          وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن أبي نعيم : مات سنة سبع وستين ومائة.

                                                                          وكذلك قال هارون بن حاتم، عن دبيس بن حميد الملائي.

                                                                          وقال محمد بن سعد، وخليفة بن خياط، وجبارة بن مغلس، وأبو موسى محمد بن المثنى : مات سنة ثمان وستين ومائة.

                                                                          قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه أبان بن تغلب، وجبارة بن مغلس وبين وفاتيهما مائة وسنة واحدة، وقيل دون ذلك.

                                                                          [ ص: 38 ] روى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية