الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الحمى.

                                                                            2190 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا أحمد بن منصور الرمادي ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، أن الصعب بن جثامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا حمى إلا لله ورسوله " ، قال الزهري : وقد كان لعمر بن الخطاب حمى بلغني أنه كان يحميه لإبل الصدقة.

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه محمد ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن ابن يونس ، عن ابن شهاب . [ ص: 273 ] .

                                                                            قال الإمام: وكان الحمى جائزا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لخاص نفسه، لكنه لم يفعل، إنما حمى النقيع لمصالح المسلمين للخيل المعدة لسبيل الله، وما فضل من سهمان أهل الصدقات، وما فضل من نعم الجزية، وهو موضع معروف بالمدينة : مستنقع للماء، ينبت فيه الكلأ عند نضوبه عنه.

                                                                            قال الشافعي : وهو بلد ليس بالواسع الذي إذا حمي ضاقت البلاد على أهل المواشي حوله، ولا يجوز لأحد من الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمي لخاص نفسه.

                                                                            واختلفوا في أنه هل يحمي للمصالح؟ منهم من لم يجوز، لقوله عليه السلام: " لا حمى إلا لله ولرسوله " ، ومنهم من جوز ذلك على نحو ما حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمصالح المسلمين، بحيث لا يبين ضرره على من حماه عليه، وهو قول الأكثرين، وتأول هؤلاء الحديث على أن يحمي لخاص نفسه، فإن عمر بن الخطاب قد حمى بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كما.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية