الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب كراهية الحلف في البيع.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ) أي: خديعة، ودغلا، وغشا.

                                                                            2046 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، نا يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال: قال ابن المسيب ، إن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة " .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته.

                                                                            أخرجه مسلم ، عن حرملة بن يحيى بن وهب ، عن يونس .

                                                                            قوله: "منفقة للسلعة" من قولهم: نفق البيع ينفق نفاقا: إذا كثر المشترون والرغبات فيه. [ ص: 38 ] .

                                                                            وروي عن أبي قتادة الأنصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق " .

                                                                            وعن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المنان، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته باليمين الكاذبة " .

                                                                            فالمنان، يتأول على وجهين: أحدهما من " المنة " التي هي الاعتداد بالصنيعة، وهي إن وقعت في الصدقة أبطلت الأجر، وإن كانت في المعروف كدرت الصنيعة.

                                                                            وقيل من " المن " وهو النقص، يريد النقص من الحق والخيانة، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( وإن لك لأجرا غير ممنون ) أي: غير منقوص.

                                                                            وسمي الموت منونا، لأنه ينقص الأعداد. [ ص: 39 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية