الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 5956 ] قال الحارث بن أبي أسامة : وثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا داود أبو بحر، عن صهر له يقال له: مسلم بن مسلم، عن مورق العجلي ، عن عبيد بن عمير الليثي قال: قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - : " إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته؛ فإنه يطرد بجهر قراءته الشيطان وفساق الجن، وإن الملائكة الذين في الهواء، وسكان الدار يستمعون لقراءته، ويصلون بصلاته، فإذا مضت هذه الليلة، أو مضت الليلة المستأنفة، فتقول: نبهيه لساعته وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاءه القرآن موقوفا عند [ ص: 332 ] رأسه، وهم يغسلونه فإذا فرغ منه دخل حتى صار في صدره وكفنه، فإذا وضع في حفرته، وجاءه منكر ونكير؛ خرج القرآن حتى صار بينه وبينهما، فيقولان له: إليك عنا فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه - قال أبو عبد الرحمن : وكان في كتاب معاوية بن حماد: حتى أدخله الجنة. هذا الحرف - فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما ثم ينظر إليه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا. فيقول القرآن: أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ نهارك، وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك، فتجدني من الأخلاء خليل صدق، ومن الإخوان أخا صدق، فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن. ثم يخرجان عنه فيصعد القرآن إلى ربه فيسأل له فراشا ودثارا. قال: فيقوم له بفراش ودثار وقنديل من الجنة وياسمين من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربي السماء الدنيا. قال: فيسبقهم إليه القرآن فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل بربي الذي خرجت منه حتى آمر لك بفراش ودثار ونور من نور الجنة. فتدخل عليه الملائكة فيحملونه ويفرشونه ذلك الفراش ويضعون الدثار تحت قلبه والياسمين عند صدره، ثم يحملونه حتى يضعونه على شقه الأيمن ثم يصعدون عنه فيستلقي عليه فلا يزال ينظر إلى الملائكة حتى يلجوا في السماء. ثم يرفع القرآن من ناحية القبر فيوسع عليه ما شاء الله أن يوسع من ذلك - قال أبو عبد الرحمن : وكان في كتاب معاوية بن حماد إلى: فيوسع مسيرة أربعمائة عام - ثم يحمل الياسمين من عند صدره فيجعله عند أنفه فيشمه غضا إلى يوم ينفخ في الصور، ثم يأتي أهله في كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه بخبرهم فيدعو لهم بالخير والإقبال، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء، أتى الدار غدوة وعشية فبكى عليه إلى يوم ينفخ في الصور - أو كما قال".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية