الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    9 - باب الدعاء بدعاء يونس عليه السلام

                                                                                                                                                                    [ 6182 ] قال أبو يعلى الموصلي : ثنا زهير ، ثنا إسماعيل بن عمر، ثنا يونس بن أبي إسحاق قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن سعد، حدثني والدي محمد، عن سعد قال: " مررت بعثمان بن عفان في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني، ثم لم يرد علي السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيء؟ قال: وما ذاك؟ قال: قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام. قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه، فقال: ما منعك أن تكون رددت على أخيك السلام؟ قال عثمان: ما فعلت. قال سعد: قلت: بلى. حتى حلف وحلفت، قال: ثم إن عثمان ذكر، قال: بلى، فأستغفر الله وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة. فقال سعد: فأنا أنبئك بها، إن [ ص: 450 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لنا أول دعوة، ثم جاءه أعرابي فشغله، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، فلما، أشفقت أن يسبقني إلى منزله، ضربت بقدمي الأرض، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا، أبو إسحاق ؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: فمه. قلت: لا والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة، ثم جاء هذا الأعرابي. فقال: نعم، دعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".

                                                                                                                                                                    [ 6182 / 2 ] رواه أحمد بن حنبل : ثنا إسماعيل بن عمر ... فذكره.

                                                                                                                                                                    قلت: رواه الطبراني في كتاب الدعاء والترمذي في الجامع باختصار.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية